الإمام المفيد في معرض الرد على الغلاة الذين يزعمون أن أئمة أهل البيت يعلمون ما كان وما يكون، فيقول:
"وليس من شرط الأنبياء عليهم السلام أن يُحيطوا بكلِّ علم، ولا أن يقفوا على باطن كلِّ ظاهر.
وقد كان نبيّنا محمد صلى الله عليه وآله أفضل النبيين وأعلم المرسلين، ولم يكن محيطاً بعلم النجوم، ولا متعرّضاً لذلك ولا يأتي منه قولُ الشعر ولا ينبغي له، وكان أمّياً بِنَصِّ التنزيل, ولم يتعاطَ معرفة الصنائع, ولما أراد المدينة استأجر دليلاً على سُنن الطريق، وكان يسأل عن الأخبار ويَخفى عليه منها ما لم يأتِ به إليه صادق من الناس..".
(الشيخ المفيد: المسائل العكبرية، دار المفيد، بيروت، ط2، 1993ـ ص34).