وثائقي: انتصارات الحوثيين في صعدة صُنعت داخل قصور صالح
كشف فيلم وثائقي بعنوان "خيوط اللعبة" بثته قناة الجزيرة الفضائية ضمن سلسلة "الصندوق الأسود" تفاصيل دعم الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح للمليشيات الحوثية طوال فترة حكمه خلافا للمتعارف عليه.
وأشار الفيلم إلى أن جماعة الحوثي استثمرت طريقة الحكم التي مارسها صالح طوال 33 عاما.
وكان صالح، بحسب ما أظهره تسلسل الأحداث وخصوصا في الحروب الست، يطبق سياسته التي سماها "الرقص على رؤوس الثعابين" لضرب بنية المجتمع والقضاء على خصومه لمصلحة توريث الحكم.
وأكدت الأحداث التي يدقق فيها الفيلم كيف كانت جماعة الحوثي تُهزمُ في الميدان، وكيف كانت قوات الجيش تحاصرها في وديان وجبال صعدة ثم تأتي الأوامر الفجائية من صالح بإخلاء المناطق سريعا.
وأشار الفيلم إلى أن الحرب الأولى من الحروب الست والتي اندلعت في 2004 حسمت بشكل واضح لصالح الجيش، لكن منذ تلك الحرب بدأت علامات الاستفهام تتناسل عن دور صالح في استمرار الحرب واستثمارها.
ويقول الشيخ القبلي فهد الشرفي: كل الانتصارات التي حققها الحوثيون في صعدة كانت مصنوعة في قصور علي عبد الله صالح.
ويبيّن الفيلم أن الحوثيين بقوا شبه محاصرين في صعدة رغم سيطرتهم عليها، ولم يكن بإمكانهم الخروج بأفكارهم خارج أسوارها إلا فيما ندر. وجاءت ثورة الشباب السلمية فانتهزوا هذه الفرصة وأصبح لديهم خيام في قلب صنعاء.
وأبرز الفيلم أن تبني جماعة الحوثي لفكرة السلاح والحرب لم يكن للدفاع عن النفس وإنما جزء من مشروع يسعى للوصول للحكم تأكدت بما لا يدع مجالا للشك في الاستيلاء على العاصمة صنعاء رغم شعار الالتزام بمخرجات الحوار الوطني الذي رفعوه.
فقد كشف الفيلم خطة عمل متكاملة وضعتها جماعة الحوثي للسيطرة على محافظة إب، وما يثير الاستغراب أنها تبعد عن صعدة أكثر من 400 كيلومتر.
وتتضمن الخطة عدة مجالات، أحدها "العمل الجهادي" -حسب وصفها- وهو ما يؤكد أن الجماعة اختارت العمل المسلح خيارا إستراتيجيا وليس وسيلة للدفاع عن النفس.
أما الأهم فكان تاريخ إعداد هذه الخطة الذي يوافق 15 مارس/آذار 2013 أي قبل انطلاق مؤتمر الحوار بثلاثة أيام، وهو ما يثبت أن الحوثيين دخلوا مؤتمر الحوار وهم يبيتون أمراً آخر لا علاقة له بالحوار.
وحين نصل إلى 21 سبتمبر/أيلول 2014، وهو التاريخ الذي استولى فيه الحوثيون على صنعاء، يسترجع الفيلم ما قاله العميد عبد الله الحاضري من أن تاريخ اليمن تغير إلى الأبد ليس بدخول الحوثي العاصمة ولكن في الحروب الست العبثية التي رسخت الحوثي وأضعفت جبهة الدولة بل جعلت القبائل التي حاربت إلى جانب الجيش تفقد ثقتها في الدولة.
لا يتردد الحاضري في القول إن وزير الدفاع اليمني هو من أشرف على تسليم صنعاء للحوثيين سواء بأوامر من صالح أو بمبادرة شخصية، وإنه "خان اليمن والأمة وشرفه العسكري".
ويمضي الفيلم في تتبع كيف تبنى الحوثيون تفخيخ المجتمع إستراتيجية أساسية لتحقيق أهدافهم بالتعاون مع قوات صالح وترويع المجتمع "إما أن تخضع لنا وإما فإنك داعشي تستحق القتل".
ويضبف الفيلم, أنه بعد إسقاط عمران وتصفية قائد اللواء 310 العميد حميد القشيبي تقدموا إلى صنعاء، ولم تكن السيطرة على العاصمة تمر دون مواجهة مع قبائل أرحب، المهدد الأبرز لاستمرار السيطرة على العاصمة ومواصلة الانتشار في بقية المحافظات.
وعرف الحوثيون الهزيمة أمام أرحب في بداية 2014 أثناء المحاولة الأولى للاقتراب من صنعاء، وهي ذاتها القبائل التي وقفت في وجه صالح خلال ثورة 2011، فأعملوا في المواطنين قتلا وفي بيوتهم تدميرا.