نزيف إيران العسكري يهدد استراتيجيتها فى الشرق الأوسط
لفت الباحث مهنا الحبيل إلى أن مستقبل الإستراتيجية الإيرانية فى الشرق الأوسط يواجه مجموعة من التحديات الداخلية والخارجية القادرة على التحكم فى ملامحه مستقبلا، فى مقدمتها تدخلاتها العسكرية الكبيرة، والتى تستنزفها ماديا وبشريا.
واعتبر الباحث فى مقاله "مستقبل الاستراتيجية الإقليمية لإيران"، المنشور بموقع الجزيرة نت، أن من أبرز عناصر الاضطراب التى تهدد إيران هى الحروب العسكرية والأمنية والسياسية التي خاضتها وتخوضها في العراق وسوريا ولبنان واليمن وهي تتعرض لضغوط كبيرة من نواح عدة، منها استنزاف بشري ومادي، من داخل إيران وقوميتها، ومنها الاستنزاف في الأحزاب العميلة لها في لبنان أو العراق، والتصدير المستمر من هذه الأحزاب والقوى إلى سوريا واليمن.
وأضاف أن المكونات الموجودة في الدول المذكورة (العراق، سوريا، لبنان، اليمن) يترتب على قوتها، قوة النفوذ الإيراني في دولهم، لكن الاستنزاف في الدول الأربع، يبعثُ سخطا كما رُصد في ضاحية بيروت الجنوبية مؤخرا بعد مقتل العديد من القيادات النوعية وآخرهم العميل مصطفى بدر الدين في ظروف غامضة، تكتم عليها الحزب وإيران وسط توتر كبير.
ونبه إلى أن التمدد العسكري والأمني، من أخطر المهدّدات، لكن جدولة الوقت وحجم الولاء الذي يُشعل في النفسية الشيعية الحركية، وجمهورها المتجدد، تحت الضخ الطائفي الإيراني، وعمليات داعش وغيرها في المدنيين الشيعة، لا تزال تمثل خزانا متدفقا لمشروع طهران التوسعي.
أما العنصر البارز الآخر الذي يرثر فى مستقبل الاستراتيجية الايرانية فى المنطقة فهو حركة التحرر في الأقاليم التي ضمتها إيران، وخاصة إقليم الأحواز العربي المحتل من 1925، وهو متمرد بغالبيته الشيعية وسنته على النظام السياسي في طهران كحالة انفصال قومي ورفض للقهر الاحتلالي، وقد تطورت حركة الاستقلال الأحوازي مؤخرا، وضاعفت من مخاوف طهران.
لكن الإشكالية في استخدام بعض أطرافها الوظيفي من بعض الجهات الخليجية، بشقيها الأمني والطائفي في قنوات إعلامية، كملاعنة للحالة الشيعية المدنية، باعتباره سلاحا موسميا مع إيران، وليس ضمن إستراتيجية دعم منهجي ذكية، وهو ما يُضعف فاعلية هذا التمرد مع الوقت، ويساعد إيران على احتوائه، هذا إذا سلمت المقاومة الأحوازية من أي صفقة أمنية للطرف الراعي، قد يُضحي بها في سبيل مصالحه مع إيران.
المصدر: مفكرة الإسلام