بعد مجازر حلب وحمص.. الأسد يصعد حملته العسكرية جنوب سوريا
منذ فشل آخر جولة للمحادثات صعد النظام السوري حملته على كافة المدن السورية، من حلب إلى حمص وأخيرا درعا في الجنوب.
جنوبا، كان النصيب الأكبر من التصعيد العسكري من قبل قوات النظام في إحياء مدينة درعا المحررة، حيث سقط على أثر هذا التصعيد شهداء وكان هناك جرحى حالتهم متفاوتة الخطورة.
القائد الميداني وعضو غرفة البنيان المرصوص العسكرية في درعا باسم الحسين، قال إن " قوات النظام قامت ومع تلاشي الهدنة بتنفيذ رميات نارية متفاوتة الشدة بشكل يومي استخدمت فيها صواريخ أرض أرض والقصف المدفعي والرشاشات الثقيلة وقذائف الدبابات وصواريخ الفيل محلية الصنع والتي تخلف دمارا هائلا".
وأضاف الحسين في حديث لـ"الإسلام اليوم" أن "قوات النظام تحاول زعزعة خطوط الدفاع حتى تسيطر على طرق إمداد الثوار واحتلال هذه الخطوط مما يخلف ارتباكا لدى المقاومة".
مشيرا إلى أن "منهجية هذه العمليات تتركز على بعض المناطق الاستراتيجية التي من الممكن أن يخسرها الثوار في حال تم إرباكهم، حيث أن قوات النظام تحاول التقدم بشكل يومي وخاصة في منطقة رباط حي المنشية والجمرك القديم وأحياء درعا المحطة والسوق الرئيسي بالمدينة والذي يعتبر منطقة عسكرية كاملة تابعة للثوار".
وأكد الحسين أن "الثوار يقومون وبشكل يومي بتعزيز خطوط الدفاع وخاصة في المواقع الإستراتيجية لمنع قوات النظام من السيطرة عليها أو إضعاف دفاعاتها ونقوم بالرد الناري على مصادر النيران بمختلف الأسلحة المتاحة وتم تحقيق تقدم لصالح الثوار في مناطق سيطرة قوات النظام في حي المنشية تحديداً".
وعلى الصعيد الإنساني يعاني سكان في أحياء مدينة درعا المحررة من الاستهداف اليومي للمنازل والتي تعتبر هدفا لقوات النظام في محاولة منها للضغط وإضعاف الحاضنة الشعبية للثوار.
أبو مازن السعيد، وهو مواطن سوري يسكن في درعا البلد، قال في حديث لـ"الإسلام اليوم" إن "معظم السكان يعانون جراء استهداف قوات النظام للمناطق القريبة من سيطرة جيش الأسد والتي تعتبر شريان نقل واتصال بين الأحياء المحررة والمناطق الريفية القريبة من مدينة درعا".
وبين السعيد أن "قوات النظام وبشكل يومي تستهدف منازل المدنيين بنيران المدفعية، مما خلف ضحايا مدنيين ودمارا كبيرا في المنازل، حيث أنه وبالفترة الأخير هجر السكان معظم المنازل التي تعرضت لقصف مستمر وهذا ما تسعى إليه قوات النظام من الضغط على الناس لمنع الثوار من الرد على النيران أو فتح معارك وتحرير مناطق محتلة من قبله".
الإعلامي عمر البشير، قال في حديث لــ"الإسلام اليوم" إن "فصائل الجيش الحر أعلنت معركة نهروان درعا والتي تهدف إلى تحرير القرى التي يسيطر عليها شهداء اليرموك وكان هناك تقدم طفيف في المعارك لصعوبة الوضع، حيث قام لواء شهداء اليرموك بتلغيم جميع النقاط التي تفصله عن مواقع الثوار وأي تقدم غير مدروس يودي بحياة الكثير من الثوار كما حصل سابقا".
وبين البشير، أن "المعارك مستمرة وفصائل الثوار مصممة على تحرير القرى التي يسيطر عليها شهداء اليرموك لخطورة الأمر على السكان، حيث نكلت المليشيا وبعد سيطرتها على بعض القرى بالسكان بشكل فظيع في تطرف واضح للعيان ومن مبدأ من ليس معنا فهو ضدنا".
والجدير بالذكر، فإن مفاوضات الحل السياسي قد توقفت، وتراجعت جبهات الجنوب بشكل واضح لأسباب كثيرة كان أبرزها خطر تنظيم الدولة بالريف الغربي وعدم وجود إستراتيجية واضحة لدى فصائل الثوار لتحرير مناطق جديدة قد تخفف الوضع الميداني على السكان.
المصدر: الاسلام اليوم