العراق.. الحشد يسلب الممتلكات باعتبارها "غنائم"، ولجنة تحقق: مقتل المئات بالفلوجة
كشفت اللجنة المكلفة من قبل مجلس محافظة الانبار للتحقيق بانتهاكات مليشيا الحشد الشعبي عن مقتل 49 شخصاً واختطاف 643 من أهل الفلوجة والمدن المحيطة بها بعد خروجهم باتجاه الحشد الشعبي فضلاً عن المعتقلين الذين تم تعذيبهم والإفراج عنهم والذي يقدرون بنحو 600 شخص.
وقال محافظ الأنبار صهيب الراوي إن عدد نازحي الفلوجة والمناطق المحيطة بها الذين قتلتهم مليشيات الحشد الشعبي بلغوا 49 شخصا، بينما تمكنت مئات العائلات من الخروج من الفلوجة والوصول إلى القطاعات الأمنية.
وأضاف الراوي في مؤتمر صحفي عقده للإعلان عن نتائج التحقيقات إن 643 نازحا فُقدوا بعدما سلموا أنفسهم للحشد الشعبي، ولم يُعرف مصيرهم حتى الآن، بينما تمكنت مئات العائلات النازحة من الفلوجة من الوصول إلى القطاعات الأمنية التي استعادت بعض المناطق من قبضة داعش.
من جانبه، قال القيادي في الحراك السني الدكتور عبد الرزاق الشمري "إن هذا التقرير وضع النقاط على الحروف، وأوضح للعالم حقيقة الوضع في مدينة الفلوجة، من انتهاكات صريحة لحقوق الآمنين، وتعرضهم لأبشع أنواع التعذيب فضلاً عن السبب والشتم للمذهب والدين والطائفة، وهذا يؤكد أن المعركة طائفية بامتياز وهو ما اعترف به الإعلام الغربي وحتى المليشيات نفسها تعرف ذلك ".
وأضاف الشمري في تصريح لـه ان هذه المليشيات لم تأتِ لاستعادة الفلوجة، بل للثأر منها، وتسعى لتغيير ديموغرافي فيها بدليل حرق الأوراق الثبوتية والمستمسكات الشخصية التي أعلنت عنها لجنة التحقيق، وقد أكد هذه النوايا من قبل دخول 500 ألف إيراني في مناسبة الزيارة الشيعية بدون موافقة الحكومة العراقية".
وقال الشمري "أصدر الحراك السني والعشائر بياناً هذا الأسبوع طالبنا فيه مجلس الأمن بإصدار قرار يلزم القوات الإيرانية بالخروج من العراق، باعتبارها قوات احتلال وغازية وكان لهذا البيان الأثر في وسائل الإعلام الغربية، واليوم هناك توجه للعمل على هذه القضية من قبل عدة فعاليات مجتمعية وعراقية".
وكانت لجنة التحقيق التي شكلها مجلس الأنبار كشفت عن تعذيب المئات من أهالي الفلوجة والصقلاوية على يد الحشد الشعبي وتعرضهم لانتهاكات جسدية ونفسية، ومورست بحقهم أساليب النيل من الكرامة الشخصية والسب والشتم على أساس طائفي ومذهبي، كما تمت سرقة المستمسكات الثبوتية والمقتنيات الشخصية للنازحين بما فيها السيارات والمبالغ المالية والمصوغات الذهبية، في فضيحة كبرى لمليشيات الحشد الشعبي التي يكثر بين منتسبيها المعممين الشيعية وطلاب الحوزات في النجف.
صراع بين المليشيات على ممتلكات "غنائم" أهل السنة.
في هذه الأثناء كشف مصدر مطلع عن نشوب خلافات ومشادات كلامية وصلت إلى حد العراك بين مليشيا عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي والجيش العراقي في قاطع الصقلاوية المحاذية للفلوجة، حيث قامت هذه المليشيات بسرقة الأبقار والأغنام والمنازل والممتلكات الشخصية.
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أن الجيش العراقي أخذ يقطع الطرق أمامهم بسواتر ترابيه لمنعهم من التوجه إلى بغداد وأخذت المشاكل تزداد بينهم مدّعين ان هذه الممتلكات هي "غنائم" و"لا ضير من أخذها".
وبالرغم من دعوات السيستاني إلى الحفاظ على أرواح المدنيين العزّل وعلى ممتلكاتهم إلا أن المليشيات الطائفية لم تتورع عن ارتكاب الجرائم في المدن التي تدخلها؛ أو حتى عندما يخرج إليهم النازحون من مناطق سيطرة تنظيم الدولة " داعش"، وهو ما دعا السيستاني ليجدد دعوته للمرة الثالثة خلال أسبوعين بالتمسك بما أسماها آداب أرض المعركة، وهذا ما يؤكد حصول انتهاكات جماعية وليس فردية كما يدعي قياديون في الحشد الشعبي.
وبحسب مراقبين فإن كل ما يحصل من هذه الجرائم يتحمله السيستاني، لأنه هو من أفتى بتشكيل مليشيا الحشد التي تأسست على أساس طائفي.
من جانبه، قال المحلل السياسي العراقي مهدي جاسم إن الصور والقرائن والاعترافات واللجان التحقيقية أثبتت حصول هذه الانتهاكات وعلى السيستاني اليوم مسؤولية شرعية وأخلاقية بأن يقف موقفا جادا وأن يتخذ خطوات ملموسة في محاسبة الأشخاص الذي قاموا بهذه الانتهاكات".
وأضاف جاسم في تصريح لـه إن "توجيهات المرجعية الشيعية التي تتوالى هذه الأيام ودعوتها لحماية المدنيين هي اعتراف بهذه الانتهاكات ودليل واضح على حصول تجاوزات وخروقات في مناطق النزاع دعت السيستاني للحديث عن هذه القضية في أكثر من مرة".
وتابع: " أغلب فصائل الحشد لا تتبع للسيستاني وهي ترتبط ارتباطاً مباشراً بإيران وتتبع ولاية الفقيه، ومن ثم فكل الأوامر تصل من إيران ولا أرجح أنها ستلتزم بدعوات السيستاني لوقف الانتهاكات".
وكانت لجنة التحقيق التي استمعت إلى شهود عيان كشفت عن وجود قوات غير عراقية من ضمن تشكيلات مليشيا الحشد وعلى ما يبدو أنها إيرانية تساند الحشد بمهام الاستشارة والشؤون الفنية.
وتخوض القوات العرقية مدعومة بمليشيا الحشد الشعبي معركة لاستعادة مدينة الفلوجة بعد أن سيطرة عليها تنظيم "داعش" في عام 2014 وشهدت المدينة على إثر ذلك عمليات نزوح لأهلها بسبب الحصار المفروض من قبل الجيش والمليشيات التي تدعمه، حتى أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن بدء عملية كبرى لاستعادة المدينة يوم 23 / 6/ من هذا العام لكن هذه المعركة تميزت بحشود كبيرة من المليشيات حول المدينة ودخول قوات إيرانية تساندها كما تم تعيين قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني مستشاراً للحكومة العراقية.
المصدر: الإسلام اليوم