كاتب شيعي: خلاصة حرب حزب الله "المقدسة" في سوريا التنسيق مع إسرائيل
قال الكاتب، والإعلامي اللبناني الشيعي ، علي الأمين، أن حرب "حزب الله"، "المقدسة"، كشفت زيف شعارات الممانعة والمقاومة، إذ يقاتل الحلف "المقاوم والممانع"، تحت راية روسيا التي تنسق مع "إسرائيل" علنا ودون مواربة وتضع المصالح الإسرائيلية في رأس اهتماماتها.
وقال الأمين في مقال له نشر على موقع "جنوبية" الشيعي اللبناني، المعارض لحزب الله، أن شعارات "الجهاد المقدس، وحماية المقاومة، ولن تسبى زينب مرتين"، التي لا يزال يرفعها حزب الله حين يشيع قتلاه في الحرب السورية إلى بلداتهم وقراهم، ليست حاضرة في حسابات الرئيسين الأميركي والروسي، فيما يناقشان سبل إدارة الحرب أو وقفها.
وأشار إلى أن "خلاصة المشهد السوري اليوم تؤكد أنّ حزب الله، القادم من الأراضي اللبنانية إلى عمق الجغرافيا السورية، يحتاج إلى مزيد من الإستنزاف العسكري والمعنوي والسياسي. هذا ما يفسّره انحسار الدعوات المطالبة بعودته إلى لبنان، سواء من خارج لبنان أو من داخل لبنان، ليبقى في سورية وليكون في موقع الداعم للأسد الذي لن يكون بطبيعة الحال من يقود مرحلة إعادة بناء الدولة والمجتمع".
وتابع الأمين بأن هذا الترتيب الأميركي الروسي "قد لا يكون قريبًا. أيّ أنّ الأسد سيبقى إلى حين تنضج شروط التسوية. لكن في كل الأحوال لن ترفع لحزب الله آيات الشكر من السوريين لتورطه في الحرب السورية. بطبيعة الحال عودة حزب الله إلى لبنان ليست متيسرة وأكلافها ستكون كبيرة على لبنان وعلى الحزب نفسه، لا سيما أنّ وظيفة مقاومة اسرائيل فقدت بريقها، ولم تعد في سلم الأولويات في ظلّ المسار الذي تتجه إليه المنطقة. وبالتالي فإنّ حزب الله لن يعود إلى لبنان إلاّ في سبيل تحصين نفسه بمزيد من القبض على مفاصل البلد بالقوة".
ولفت الكاتب اللبناني إلى أن "جهاد حزب الله المقدس" في سوريا "تؤول نتائجه إلى مزيد من استحواذ الروس والأميركيين على معادلة سورية الجديدة سواء كانت موحدة أو مقسمة"، مضيفا بأن "الجميع ملتزم بتهذيب تام بشروط الهدنة. لا صوت يعلو هذه الأيام فوق صوت وزيري خارجية أميركا وروسيا".
وأشار الأمين إلى أنه "حين تتفتق عقول رموز الممانعة على التمييز بين دور روسيا في سورية من جهة والتنسيق الروسي مع اسرائيل من جهة ثانية. هذا في عرف الأنظمة العربية مقبول ولا يلقى استنكاراً، لكن في إيديولوجيات الممانعة وأدبياتها وشعاراتها أصبح مبررًا ويجري تسويغه بمنطق تبريري لا صلة له بكل أدبيات الممانعين والمقاومين".
وقال الكاتب الشيعي بأن "نظام الأسد لا يمكن أن يكون ثمن استمراره أهمّ من الشعب والدولة، والقضية التي طالما تاجر فيها الممانعون، أي المقاومة والممانعة، انكشفت على حقيقة التسليم بمرجعية الحل في سورية لأهم حليف وأهم صديق لإسرائيل: أميركا وروسيا".
وتابع بأن "المقاومة انخرطت، بإرادتها، في مواجهة مذهبية، تكشفها التعبئة والعصبية المذهبية. وبعدما ادّعت هذه (المقاومة) أنّها عنوان لوحدة الأمّة، أثبتت كفاءة عالية في تعميق الشروخ الداخلية على مستوى الأمّة وشعوبها".
وأضاف الأمين بأنه "أيّا كانت الأسباب والمبررات فإنّ النتائج العملية لقتال حزب الله في سوريا هي أنّ اسرائيل دولة آمنة على حدودها الشمالية، مطمئنة إلى مسار العلاقات الأميركية الإيرانية، كإطمئنانها للدور الروسي في سوريا، فيما حزب الله يستمر في خيار الإستنزاف من دون أفق سياسي بل بمزيد من التورط، وذلك من خلال المشاركة بتوفير شروط سقوط الدول والمجتمعات. سقوط هو الوحيد الذي يمكن أن يشكل فرصة لإستمراره كآلة حرب. تلك الوظيفة التي لم يعد يتقن سواها، على ما تظهر الوقائع اللبنانية والسورية وغيرها".
المصدر: الاسلام اليوم