تصعيد جديد.. معتقلو الأحواز يُضربون عن الطعام لمواجهة انتهاكات «الملالي»

تتصاعد الاحتجاجات العمالية في الأحواز ضد النظام الإيراني بسبب سياسة التهميش والاعتقالات التي يتعرض لها الأحوازيون، وفي تصعيد جديد أقدمت مجموعة من المعتقلين الأحوازيين على الإضراب عن الطعام؛ احتجاجًا على الأساليب الوحشية التي تمارسها سلطات السجون والمخابرات الإيرانية ضدهم.
وذكرت تقارير أن الإضراب العام للمعتقلين الأحوازيين جاء بعدما قامت أجهزة الاحتلال الإيراني بانتزاع الاعترافات المفبركة من المعتقلين الأحوازيين الذين تم أسرهم على خلفية الاستعراض العسكري في الأحواز المحتلة، خاصة في ظل التعذيب النفسي والجسدي في سجون الاحتلال الفارسي، وعدم السماح للمحاماة بالدفاع عن المعتقلين، وإصدار أحكام جائرة تصل إلى السجن المؤبد أو الإعدام.
اعتقالات بالجملة
وجاء التصعيد الجديد بعدما اقتحمت قوات الأمن الإيرانية ليل الأحد الماضي 24 ديسمبر 2018 بيوت ممثلي عمال مصنع الأحواز للفولاذ، واعتقلت 11 منهم على الأقل، في ظل انتشار المئات من عناصر الوحدة الخاصة التابعة لقوات الأمن؛ وذلك لفرض حصار أمني حول الأحواز لمنع استمرار المظاهرات، بحسب ما ذكره موقع أحوازنا.
وانطلقت المظاهرات في الشوارع مطالبة بالإفراج فورًا عن العمال المعتقلين، وعبروا عن تضامنهم ودعمهم للمعتقلين، فيما أصدرت نقابة عمال مصلحة النقل في طهران بيانًا أدانت فيه بقوة اعتقال عمال الفولاذ مطالبة بالإفراج عن العمال المعتقلين.
وناشدت حركة المقاومة الإيرنية الهيئات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق العمال، وكذلك الاتحادات والنقابات في مختلف الدول بدعم إضراب العمال، واتخاذ إجراء عاجل للإفراج عن العمال المعتقلين.
ووصلت موجة الغضب الأحوازية إلى ممثلي مدينة الأحواز العربية في البرلمان الإيراني، والذين أجبروا الرئيس حسن روحاني، على قطع خطابه أمام البرلمان خلال تقديمه مشروع موازنة العام المقبل 2019، وذكرت وكالة أنباء «تسنيم» الإيرانية، أن نواب الأحواز أجبروا روحاني على قطع خطابه عندما قال إن الحكومة تابعة للبلد كله، وتنظر إلى جميع المحافظات نظرة واحدة، وتلتزم بحل مشكلات المياه في البلاد.
استهداف الأحوازيين
في تصريح خاص لـ«المرجع»، قال الدكتور عارف الكعبي رئيس «تنفيذية الأحواز»: إن النظام الإيراني يواصل الانتهاكات بحق الشعب الأحوازي، خاصة والعمال الأحوازيين الذين يواصلون الاحتجاجات بسبب سوء أوضاعهم، وعدم استماع النظام إلى مشكلاتهم أو الاستجابة إلى مطالبهم.
وأضاف «الكعبي»، أن الانتهاكات التي تمارسها أجهزة النظام الإيراني في الداخل الأحوازي، من شن حملات اعتقالات واسعة لمواطنين أبرياء، منذ هجوم العرض العسكري الذي نظمته ميليشيا الحرس الثوري على أراضي الأحواز، لافتًا إلى أنه يحاول البحث عن أي ذرائع لإبادة الأحوازيين.
وأشار رئيس «تنفيذية الأحواز»، إلى أن إضراب المعتقلين الأحوازيين عن الطعام هي محاولة منهم لإيصال مأساتهم للمجتمع الدولي الذي يتجاهل ما يحدث لهم، محملًا النظام الإيراني مسؤولية سلامة المعتقلين الأحواز الأبرياء الذين تعتقلهم أجهزة الاستخبارات الإيرانية بأوامر مباشرة من حسن روحاني، الذي أعطى ميليشياته الضوء الأخضر لاتخاذ أي إجراء تصعيدي ضد أبناء الشعب الأحوازي.
وشدد الكعبي على أن مخططات النظام الإيراني الإرهابي وتماديه في سياساته العنصرية ضد الشعب الأحوازي، واستهداف عروبته، لن يثني أبناء الأحواز الأبطال عن الدفاع عن أرضهم والتصدي للمخططات الفارسية الخبيثة التي تهدف إلى جر القضية الأحوازية نحو منحدر مليء بالفتن والمؤامرات الدنيئة.
وطالب «الكعبي» المؤسسات العربية والدولية بضرورة مساندة القضية الأحوازية والوقوف مع الشعب الأحوازي واتخاذ كل اﻻجراءات لتوفير الحماية الدولية له، والسماح للمنظمات الحقوقية والإعلامية بنقل ورصد كل ما يجري ضد الشعب الأحوازي، خاصة في ظل حالة التعتيم التي يفرضها النظام الإيراني للتغطية على جرائمه التي لا تتوقف، بل تزداد يومًا بعد يوم، مشيرًا إلى أنه أصبح لدى العالم كله قناعة بالإرهاب الإيراني داخليًّا وخارجيًّا.
المصدر: المرجع