وسط صمت عالمي.. إيران ترتكب إبادة بحق الأحواز
عودة إلى سياسة الإعدامات الجماعية وانتقامًا لعملية هجوم الأحواز أو ما يعرف بهجوم المنصة الذي نفذته المقاومة المسلحة الأحوازية سبتمبر الماضي في الأحواز، نفذت فجر اليوم إيران حكم الإعدام بحق 22 أحوازياً دون محاكمة تذكر بعد 45 يومًا من اعتقالهم -مدة زمنية لا تكفي للتحقيق معهم- وممارسة أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وتصوير اعترافات قسرية منهم، دفنوا بعد الإعدام في أماكن مجهولة بغية منع أهاليهم من زيارة قبورهم ومنعهم من إقامة العزاء.
وأعادت موجة الاعدامات الجماعية الأخيرة التي نفذت بحق 22 شابا أحوازيًا مآسي الاضطهاد والقتل والتشريد التي كابدها أبناء ذلك الإقليم المسلم منذ 93 عاماً على يد الفرس بدعم ومباركة من الأنظمة الغربية. حيث أذاقوا العرب الويلات وأبادوا أبنائهم وهجروهم قسراً من أرضهم وديارهم وسط غيابٍ تام للإعلام، إلا ما رحم ربي من المحبين للإنسانية في الدول الخليجية.
هناك شعب مسلم عربي اسمه الأحواز يعيش في أرض الأجداد التي يحكمها الاحتلال العسكري الإيراني وهذا الشعب العربي يمثل غالبية سكان إقليم الأحواز ويتعرض للإبادة والتشريد والتنكيل. يعيش الشعب الأحوازي أشد محنة يتعرض لها في تاريخه حيث تشن ضده أبشع أنواع السياسات الاجرامية- حرب إبادة، تهجير قسري، اعتقالات قسرية، إعدامات بالجملة- من قبل الاحتلال الفارسي راح ضحيتها عدد كبير يصعب إحصاؤها بدقة.
منذ 20 أبريل/ نيسان 1925 والمسلمين العرب الأحوازيون في إقليم الأحواز يتعرضون لأبشع أنواع الإبادة والتطهير العرقي والتعذيب والتنكيل والاعدامات والتهجير القسري، حتى بلغ عدد الشهداء هناك عشرات الآلاف ومئات الآلاف من العوائل المشردة جراء سلب أراضيهم الزراعية وفق إحصائيات حقوقية أحوازية، وذلك بسبب العقلية الفارسية المعادية للعنصر العربي، وكل ذلك لإشباع الرغبة في الانتقام من العرب المسلمين الذين اخرجوهم من الظلمات إلى النور قبل 1400 عام! ومنذ ذلك الحين تمارس إيران العديد من السياسات الاجرامية في مناطق وبلدات وقرى الأحواز، تقتل كل من يعارضها من العرب وتحرق وتدمر البيوت وتجرف المزارع وتجفف الأنهار.
هذه الجرائم المرتكبة بحق أبناء الأحواز لم تهز ضمير ما يُسمي بـ "العالم الحر" الذي يتشدق يمفهوم الحرية والعدالة وحماية الصحفيين، ولطالما هذا العالم منشغل بقضية جمال خاشقجي الذي أراد منها قضية لابتزاز دولة عربية مسلمة تقارع وتناهض المشروع الفارسي في منطقة الشرق الأوسط.
وهنا لنا أن نسأل.. ماذا لو كان ما حدث اليوم من جريمة نكراء ارتكبها الفرس بحق 22 شاب أحوازي من بينهم الناشط السياسي والحقوقي والصحفي في أي دولة عربية؟ ماذا لو أن ما حدث اليوم في الأحواز حدث في مصر أو السعودية؟ ما هو رد فعل الدول التي تجتمع اليوم في فرنسا في الذكرى الـ 100 لحرب العالمية الأولى في منتدى السلام؟ وعن أي سلام يتحدث هذا "العالم الحر"؟
وترى ما هو موقف الإعلام العربي خاصة أُولئكَ المتبجحين بحقوق الانسان والحرية والديمقراطية والمهتمين بقضية خاشقجي خاصة الإعلام القطري والاخوان المسلمين اتجاه ما يحدث في الأحواز العربية، نراهم تارة يقفزون لتنديد بما جرى للصحفي السعودي جمال وأخرى للتصفيق لممارسات إيران الاجرامية والغض الطرف عما يحصل في إيران، هم لا يجيدون حملاتهم المسعورة دون ازدواجية المعايير والتفكير.
الإعلام صامت وكأن شيئاً لم يحدث، وكأن لا توجد دولة عربية محتلة تدعى الأحواز يعلق أبناءها على أعواد المشانق بتهم واهية، فالإعلام لديه مهام صعبة وجسيمة.. لعل أبرزها الحديث عن اردوغان ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ودعوت جنكيز جموع المسلمين لإقامة صلاة الغائب على روح خاشقجي في عموم مساجد العالم الإسلامي، بعد صلاة الجمعة القادمة. وفي ظل سكوت العالم اليوم عن هذه الجريمة النكراء كما سكت سابقًا فإن الفرس لن يتوانوا عن إعادة مسلسل جرائمهم من جديد الذي بدؤه قبل 93 عاماً حين أيقنوا أن العالم في سبات عميق تجاه ما يقترفونه في حق العرب في إقليم الأحواز المحتل.
عُذرا أهلي في الأحواز، لم أستطع فعل شيء.. فالأيادي مكبلة وحبر القلم جف.. صرخاتكم لم تحرّك ضمير "العالم الحر".
المصدر: موقع تستر