ذرية النبي (ص) امتيازات طبقية لا شرعية
1- الاستئثار بالخمس
الفتوى المشهورة أن نصف الخمس للإمام، والنصف الآخر للسادة مهما كان المال كثيرا أو زائداً عن حاجة الفقراء منهم، وهذه الفتوى أنتجت حالة من الطبقية المقيتة والتمايز الغريب عن روح الإسلام وعدالة التشريع، والصواب أن الذي يتبنّاه كثيرٌ من الأعلام المعاصرين، أن الخمس حقٌ واحدٌ لسد احتياجات الأمة، يُعطى منه لفقراء بني هاشم - كما غيرهم من الفقراء - ما يسد احتياجاتهم لا أنهم يملكون نصفه!
2) التقدير والتفضيل بمعيار النسب
من التمييز الطبقي والعنصري أن الهاشمي يُراعى في تفضيله معيار النَّسب، فهو يُقَدَّرُ ويُحترمُ لنسبه, مُحْسِناً كان أو مُسيئاً، فتتعطّل أو تتجمّد أمامه معايير الدين والخُلق والعلم، وهو ما يتنافى مع روح الإسلام الذي أسّس دعائم التفضيل بالمعايير المنطقية السابقة، ونفى أن يكون منها النسب (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم)، (من بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه).
3) نفي الكفؤ لهم في الزواج
المنع من زواج الهاشمية بغير الهاشمي تمييز عنصريٌ عمل النبي (ص) جاهداً على محاربة كل مقياس في الزواج غير الدين والخلق، فقال: "إذا جاءكم مَن ترضون خُلُقه ودينه فزوجوه إلاّ تفعلوه تكن فتنة وفساد كبير".
وزوّج ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب من المقداد بن الأسود فتكلمت في ذلك بنو هاشم، فقال (ص): "إنّي إنما أردت أن تتضع المناكح ولتعلموا أن أكرمكم عند الله أتقاكم ".
4) التخصيص بلقب السيد
اشتهر تمييز كل من انتسب إلى ذرية النبي (ص) بوصف السيد، فلا يُستخدم هذ الوصف في أوساطنا في مخاطبة الآخرين من غيرهم، مع أنّ السيادة لا تُنال بالولادة ولا تُكتسب بالوراثة في ميزان العقل والدين، وإنّما تُكتسب بالجدّ والاجتهاد والتقوى والصلاح، وهذا التمييز ساهم في تكريس حالة من الاستعلاء عند بعض هؤلاء، فيشعر الواحد منهم بأنّ ذلك يعطيه أولويةً على مَنْ سواه، لمجرّد أنّه وُلِد "سيداً"، حتى أن بعضهم ينزعج ويتبرّم إذا لم تخاطبه بكلمة "يا سيد"، مهما كان الوصف الآخر جميلاً ودالاً على غاية الاحترام والتبجيل.
4) لون العمائم
يتم في عصرنا تمييز عمامة "السيد" باللون الأسود، بحيث يُشكّل علامة فارقة تميّزه عن غيره، وهذا تقليد لا أساس له من الدين، فرسول الله (ص) وكذا الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) وذرّيتهم لم يكونوا يُميِّزون أنفسهم بلباسٍ خاص كما تدلّ عليه الروايات الثابتة.
5) التمايز الأخروي
تدّعي بعض الروايات أنّ المتوّلد من نسل أو ذرية فاطمة عليها السلام محرّمٌ على النار، والله تعالى يقول " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءً يجز به" وقال عزّ من قائل: " من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره" وهاتان الآيتان تتحدّثان عن قانون عام لا يقبل الاستثناء، لأنّ الاستثناء ينافي عدله وحكمته، وقد أكّد النبي (ص) هذا القانون وصرّح بأنّ النسب لا يتجاوزه فقال: "يا بني هاشم لا تأتيني الناس بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم، فأقول: لا أغني عنكم من الله شيئاً ".
** هذا المنشور مستفاد من مقال للباحث الشيعي الشيخ حسين الخشن بعنوان (ذرية الرسول (ص): الخيط الرفيع بين المحبّة والطبقية).