sonnah

الرئيسية
  • الرئيسية
  • مقالات
  • شخصيات
  • كتب
  • فوائد علمية
  • حقائق انفوجرافيك
الجديد
  • الشيعة والتصحيح .. الصراع بين الشيعة والتشيع
  • الثورة البائسة "الثورة الإيرانية"
  • يا شيعة العالم استيقظوا
  • التشيع والتحول في العصر الصفوي لـ كولن تيرنر
  • التشيع العلوي والتشيع الصفوي الدكتور علي شريعتي
  • أسس هذه الطقوس (طقوس عاشوراء) بنو بويه،
  • آية اللّه المطهري: يجب أن نقيم المآتم و نبكي الحسين ليس بسبب السيوف التي قتلته بل بسبب الأكاذيب التي ألصقت بالواقعة
  • هل أُريدَ بحديث الغدير النص على عليٍّ بالإمارة والخلافة؟ (2)
  • السيد كمال الحيدري: نحن نعيش إرهاصات تأسيس التيار الاصلاحي في الفكر الشيعي
  • حديث الغدير ودلالته على النص بالإمارة والخلافة لـ علي بن أبي طالب عليه السلام (1)
  • أنت تتصفح |
  • الشيعة والتصحيح
  • مقالات

هل لأهل البيت اميتازات طبقية؟

08 رجب 1440 هـ | الجمعة ١٥ مارس ٢٠١٩
صورة

هل لأهل البيت اميتازات طبقية؟

ذرية الرسول (ص): الخيط الرفيع بين المحبّة والطبقية (1)

الشيخ حسين الخشن

غير خافٍ أنّ من أهم المبادئ التي أرساها الإسلام وحرص الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) على التبشير بها مبدأ التساوي بين الناس، سواءً في أصل الخِلْقة الإنسانيّة، أو في الوظيفة والدور، أو في الحقوق والواجبات، محارباً (صلى الله عليه وآله وسلم) كلّ أشكال التمييز العنصري والتفاوت الاجتماعي، رافضاً الارستقراطيّة القرشيّة ومعاييرها الظالمة في تفضيل الناس بعضهم على بعضهم، مقدّماً معايير جديدة للتفاضل بين الناس لا تقوم على أساس النسب ولا العشيرة ولا اللون ولا الجنس ولا غيرها من المعايير الجاهلية، فـ "لا فضل لعربيّ على أعجميّ ولا لعجميّ على عربيّ، ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلاّ بالتقوى" 1، وإنما يقوم التفاضل على أساس الدين والتقوى وما يقدّمه الإنسان لنفسه أو لأمّته من أعمال الخير والخدمات وما يكتسبه من مواصفات حَسَنة ويتحلّى به من خصال طيّبة، قال تعالى: ﴿إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾، [الحجرات: 13] وقال سبحانه: ﴿قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون﴾، [الزمر: 9] ويقول تعالى: ﴿أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون﴾، [السجدة: 18].

باختصار: إنّ معيار التفاضل يرتكز على عنصرين أساسيين:

أحدهما: أن تكون الفضائل مكتسبة بالإرادة، وليست موروثة بالولادة بحيث تبقى في إطار الشكل دون المضمون.

الثاني: أن تندرج الصفاتُ المكتسبة، في عداد الفضائل لا الرذائل، فتكون صفات حسنة في نظر العقل والشرع.

وقد حرص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في تطبيقه لهذه المبادىء على البدء بالأقربين من بني هاشم، وهم أهله وعشيرته، ليسجّل رفضاً قاطعاً لكل الامتيازات التي أرستها العقليّة الجاهلية، فلم يقبلْ أن يحابي أهل بيته أو يعطيهم أية خصوصية تميِّزهم عمّن سواهم، أو ترفعهم عن مستوى سائر الناس، ولهذا وجدناه (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد أن نزل قوله تعالى: ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾، [الشعراء: 213] يوجّه خطابه لذوي رحمه وقرابته قائلاً: "يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا صفية بنت عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً" 2، ورفض (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يستثنيهم من القوانين، فليس هناك أحد من أقربائه أو ذريته فوق القانون، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): "إنّما أهلك من كان قبلكم أنّهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيمُ الله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعتُ يدها" 3.

ولكنّ المفارقة أنّ هذا المبدأ الإسلامي الأصيل الذي جاء به الإسلام وعمل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بموجبه قد تمّ انتهاكه وتجاوزه فيما بعد وفي خصوص ذريّة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما تمّ تجاوز غيره من المبادئ الاسلامية، لا من موقع العصيان والتمرد، بل من موقع العاطفة والتساهل؛ وخطورة هذا التجاوز أو التساهل أنّه قد تمّ إلباسه لبوساً إسلامياً، وإنّ المتأمّل في بعض النصوص الروائيّة، كما في بعض الفتاوى الفقهية، سوف يحمل انطباعاً مغايراً لما تقدّم من مبادىء، بل ربّما سوف يجد واقعاً مختلفاً كرّسته بعض النصوص والفتاوى، والتي مفادها أنّ الإسلام أعطى امتيازات خاصة لعشيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وذرّيته، الأمر الذي خلق إشكالية فعليّة طرحها بعضهم إزاء هذا التضاد بين الواقع وبين المبادئ 4.

سجيّة إنسانية:

وقبل أن نسلِّط الضوء على أهمّ الأمثلة والنماذج التي قد يرى البعض فيها تجاوزاً لذلك المبدأ، وهي "تجاوزات" أُعطيت بموجبها ذرّية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعض الامتيازات، إمّا بدافع عاطفي بحت، وإمّا انطلاقاً من اجتهاد معيّن، أو بسبب تفسير بعض النصوص أو الفتاوى بطريقة مغايرة لفحواها ومقاصدها، قبل ذلك نجد من الضروري أن ننبِّه ونلفت النظر إلى سجيّة إنسانية لم يقف الإسلام في وجهها، وهي أنّ الإنسان إذا أحبّ شخصاً وعَشِقَه، فإنّ حبَّه سوف ينعكس أو ينسحب على كلّ ما يتّصلُ بالمحبوب والمعشوق من آثار ومتعلّقات، وقد أجاد مجنون ليلى في التعبير عن هذا المعنى حيث قال:

أمرّ على الديار ديار ليلى أقبّل ذا الجدار وذا الجدارا

5 وما حبّ الديار شغفن قلبي ولكن حبّ من سكن الديارا

ووفقاً لهذه السجيّة الإنسانية، نجد أنّ المسلم ومن موقع حبه لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وشوقه إليه، فإنّه يرتبط عاطفياً بكل ما يتصل به (صلى الله عليه وآله وسلم) أو ينتسب إليه, حتى لو كان حجراً أو بيتاً أو ثوباً، فكيف لو كان ابناً من أبنائه، ولهذا كان من الطبيعي عندما يرى المسلم أحد أبناء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو أحفاده وذريته أن يندفع إليه فيحتضنه أو يقبّله، لأنه يُذكّره برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، بل إنّه قد يندفع من موقع العاطفة عينها ليقبِّلَ الجدار الذي أظلّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو الصخرة التي جلس عليها، أو البيت الذي سكن فيه، أو الثوب الذي ارتداه، وإذا ما سار أو مشى - أيّ المسلم- في أزقة المدينة المنوّرة أو أحياء مكة القديمة فإنّه ربما يشعر فيها بأنفاس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخطواته الحانية ومواقفه الخالدة، إنّ ذلك كلّه أمر طبيعي ومفهوم، إلاّ أنّ هذه العاطفة الإنسانية والتي تعبّر عن نفسها باندفاع المسلم إلى احتضان الذرية الطيبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واحترامهم وتكريمهم على قاعدة "لأجل عينٍ ألفُ عينٍ تُكْرَمُ" لا تعني إطلاقاً إقرار واقع طبقي تُتجاوز فيه حدود الله تعالى أو تُكرَّس فيه امتيازات "شرعية" وقانونية لصالح ذرية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو غيرهم من المسلمين.

ومن البديهي أنّ المنتسب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كلّما زاد إيماناً وتقىً وورعاً وسما خلقاً ومنطقاً كلما زاد احترامه وتقديره أكثر فأكثر لدى المسلمين وغيرهم، لأنّه جمع إلى النسب الطيِّب ما يُزيِّن هذا النسب ويزيده رفعة وشرفاً، وأمّا إذا هبط بأخلاقه إلى الأسفل وابتعد عن سيرة جدّه المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) وتعاليم دينه، فإنّه بذلك يستحقّ الملامة والتوبيخ أكثر من غيره، لأنّ انتسابه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مدعاة ليكون أولى الناس باتّباع هديه والاستنان بسنته، ومن هنا وجدنا أنّ القرآن الكريم قد نصّ على أنّ الفاحشة لو أنّها صدرت من زوجة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنّ عقابها يكون مضاعفاً، بالمقارنة مع الفاحشة التي قد تصدر من سائر النساء، وذلك لأنّ انتسابهنّ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سوف يطلق العنان لبعض الألسنة لتنال من رسول الله، فضلاً عن أنّه قد يُغري بعض الناس بارتكاب المعاصي، قال تعالى: ﴿يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيراً * ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحاً نؤتها أجرها مرتين واعتدنا لها رزقاً كريماً * يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً﴾ [الأحزاب 30-32].

وهذا المعنى الذي تضمنته هذه الآيات المباركة، قد أكّددت عليه أيضاً الروايات الواردة عن الأئمة من أهل البيت (ع)، ففي الحديث الصحيح عن الإمام الرضا (ع) وقد سئل: "الجاحد منكم ومن غيركم سواء؟ فقال: الجاحد منّا له ذنبان والمحسن له حسنتان" 6

وفي حديث آخر عنه (ص) وقد سئل: "أخبرني عمن عاندك ولم يعرف حقك من ولد فاطمة هو وسائر الناس سواء في العقاب؟ فقال (ع): كان علي بن الحسين (ع) يقول: عليهم ضعفا العقاب" 7.

إنّا أعطيناك الكوثر

ومما تجدر الإشارة إليه هنا أنّه وبالرغم من كلّ الأعمال الوحشية ومجازر القتل وحملات التشريد التي ارتكبها الأمويون والعباسيون بحق ذرية النبي الأكرم (ص) من العلويين، فإنّ الله تعالى بارك في هذا النسل، فتكاثر عددهم وانتشروا في مختلف بقاع الأرض شرقها وغربها، ونبغ فيهم - ولا يزال- آلاف من أعلام الفكر والأدب ومراجع الدين وذوي الشأن الاجتماعي والسياسي.. بينما لا تُعرف ذرية ظاهرة لظالميهم من بني أمية أو غيرهم 8، وهذا يمثّل في الحقيقة مصداقاً جلياً لقوله تعالى: ﴿إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إنّا شانئك هو الأبتر﴾ [الكوثر: 1 - 3].

امتيازات طبقية:

وبعد هذا التنبيه المهم والضروري، فإننا نطلُّ فيما يلي على دراسة جملة من المقولات التي قد تُطرح أو تُفهم بعنوان أنّها امتيازات مُنحت لذرية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، مما يعكس حالة من الطبقية المرفوضة، والمؤسف أن يتم تكريس هذا التمايز الطبقي تحت غطاء "شرعي" ويُدَعم ببعض الروايات أو الفتاوى، ونحن نحاول دراسة هذه "الامتيازات" على ضوء مرجعية القرآن الكريم، وصحيح السنة.

وأشكال التمايز التي أمكننا رصدها خمسة:

1- التمايز التكويني

2- التمايز التشريعي.

3- التمايز الاجتماعي.

4- التمايز الظاهري (الشكلي).

5- التمايز الأخروي.

(في المنشورات القادمة نكمل النقل عن هذه الأشكال الخمسة)

الهوامش

1-مسند أحمد ج5 ص411.

2-صحيح البخاري ج3 ص 191.

3- سنن النسائي ج8 ص74.

4-أنظر: حصارات علي لعادل رؤوف ص168.

5-أنظر: تفسير القرطبي ج10 ص47، والمستصفى للغزالي ص48.

6-الكافي: ج1 ص378.

7-المصدر نفسه: ج1 ص 377، ورواه الحميري في قرب الإسناد: ص 357.

 

0 0

أضف تعليق

ملاحظة : سوف يتم حجب التعليق الخاص بك حتى موافقة الإدارة

مواضيع ذات صلة

صورة

إضاءة 4

صورة

باحث شيعي يتساءل: كيف تحرم الزكاة على السادة ثم يجب لهم الخمس؟!

صورة

بناء القباب والأضرحة

صورة

إضاءة 57

صورة

إضاءة 22

صورة

إضاءة 50:

صورة

نصوص من مراجعات المصلح الشيعي علي أكبر حكمي زاده (8)

صورة

حُجَّتُ الله نِيـكُـوئـي:: نقاش موسّع لحادثة الغدير ودلالتها

صورة

5 حقائق خطيرة حول خمس أرباح المكاسب!

صورة

تيار التصحيح في المذهب الشيعي (١)

sonnah

جميع الحقوق محفوظة © موقع سنة وشيعة