هل نزل القرآن في أهل البيت وأعدائهم؟!
محمد حسين فضل الله يرفض إخضاع القرآن لهذا النوع من التفسير (الطائفي) الذي يبعد القرآن عن حجيته على الناس!
يقول المرجع الكبير في مقدمة كتابه " من وحي القرآن ":
كيف يمكن لنا أن نفهم القرآن؟ وهل ثمة أسلوب خاص بالقرآن يميزه، بحيث لا يمكن مقاربته بدون استيعابه؟
وهل القرآن كتاب مستغلق اللغة والمفاهيم بحيث يحتاج إلى أهل خبرة واختصاص لجلاء معانيه وسبر أغواره؟...
وكيف ينطلق القرآن في حديثه عن أشخاص معينين؟...
هذه أسئلة توقف عندها الكثيرون في حركة التفسير، وأثاروا الكثير من الجدل حولها، حتى خيّل للبعض أنّ القرآن كتاب رمزي لا يعلمه إلّا الفئة التي جعل الله لها الميزة في فهم وحيه، فأنكروا حجية ظواهره إلّا بالرجوع إلى أئمة أهل البيت عليهمالسلام.
وانطلق البعض ليتحدث عن تعدد المعاني للكلمة الواحدة بطريقة عرضية أو طولية.
واستفاد آخرون من الرّوايات أنّ القرآن، في مجمل آياته، حديث عن أهل البيت بطريقة إيجابية، وعن أعدائهم بطريقة سلبية...!!
وهكذا كان التصور العام للقرآن خاضعا للأجواء الخاصة التي تبعد به عن أن يكون الكتاب المبين الذي أنزله الله على النّاس ليكون حجة عليهم، من خلال آياته الواضحة التي تمنحهم الوعي الفكري والروحي والشرعي، على أساس ما يفهمونه منها، بحسب القواعد التي تركز الطريقة العامة للفهم العام.
تفسير من وحي القرآن (1/ 5-6)