مخاوف شعبية سورية من تكريس مفاوضات جنيف لفكرة بقاء الأسد
مخاوف شعبية سورية من تكريس مفاوضات جنيف لفكرة بقاء الأسد
تباينت آراء الشارع السوري حول مباحثات السلام بين المعارضة والنظام، والساعية إلى التوصل لتسوية سياسية ووقف العمليات القتالية، حيث يرى البعض فيها مخرجا لما تعانيه البلاد من أزمة دخلت عامها الخامس، في حين يرى آخرون بأن النظام لا يمكن أن يرضخ لخيارات الشعب ويحقق مطالب الثورة من خلال الجلوس للتفاوض.
وفي الوقت الذي انقسم فيه الشارع السوري بين مؤيد ومعارض لمفاوضات السلام التي انعقدت في جنيف، أجمعوا على ضرورة رحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد، معتبرين أن تلك الخطوة هي الأولى في الحل ولإنهاء الأزمة التي تمر بها البلاد.
الحقوقي عدنان أبو باسل، قال إن "المجتمع الدولي يماطل ويقترح حلولا يعرف مسبقا عدم قبول الشعب السوري بها، فمن غير المعقول بعد تقديم كل تلك التضحيات أن تكون التسوية ببقاء نظام الأسد على رأس السلطة في سوريا".
وأكد أبو باسل في حديثه لـ"الإسلام اليوم"، أن "الشعب السوري لن يرضى ببديل عن إسقاط النظام ولو استمرت الثورة لعشرات السنين"، لافتا إلى أنه "لا مجال للتراجع وقبول حل على مضض بدون فائدة، وأن تبقى سوريا محكومة بيد عصابات الأسد وتستمر مأساة الشعب السوري كما كانت في السابق".
عضو مجلس الشورى في مدينة درعا، احمد أبو علي، أعرب عن خشيته أن "تسفر المفاوضات السياسية عن استمرار رئيس النظام بشار الأسد على رأس هرم السلطة"، مؤكدا بأن ذلك "بيعٌ لدماء الشهداء الذي ضحوا بأنفسهم بهدف تحقيق الحرية".
وأردف أبو علي في حديثه بالقول: "تراودنا في بعض الأحيان كابوس بقاء الأسد على رأس السلطة ويقوم الجيش باقتحام المدن وتصفية ما بقي من معارضيه ويعود لحكم سوريا من جديد بالحديد والنار كما فعل في ثمانينات القرن الماضي بعد أحداث حماة المأساوية".
وأضاف "كل مواطن يعي أن سوريا لم يعد فيها مكان للأسد وعصابته، فلم يعد أحد يحتمل العيش في ظل حكمه".
الإعلامي أنور سامي، شكك من جهته، بنوايا المبعوث الأممي دي مستورا، إذ أشار إلى أنه "يخرج في كل جولة مفاوضات بجملة مقترحات يعرف مسبقا رفض المعارضة لها"، لافتا إلى أن مصالح الدول الداعمة للأطراف غير جدية في طرح الحلول.
وبين سامي في حديثه ، أن "العالم أجمع على بقاء الأسد لأن البديل في سوريا قد يحمل الصبغة الإسلامية وهو ما يرفضه العالم وترفضه إسرائيل بالدرجة الأولى، ذات التأثير السياسي الواسع في المنطقة".
وحذر سامي من مغبة التوصل لاتفاق يفضي إلى بقاء الأسد في سدة الحكم، معربا عن خشيته من محاولات دول إقليمية تلميع رأس النظام ليكون الحاكم الجديد، لكون مصالح تلك الدول لا تتحقق إلا بوجوده على رأس السلطة.
يذكر أن وفد المعارضة السورية أعلن تعليق المفاوضات المنعقدة في مدينة جنيف السويسرية، مع وفد نظام الأسد، بسبب استمرار النظام في الأعمال القتالية وعدم التزامه بالهدنة.
ومما تجدر الإشارة إليه، بأن ستيفان ديمستورا كان قد تقدم بمقترح يدعو لبقاء بشار الأسد في السلطة بدون صلاحيات مع وجود 3 نواب له تكون بأيديهم كامل الصلاحيات. غير أن سياسيين استبعدوا التزام النظام السوري بمقتضيات المقترح، مؤكدين بأنه غير قابل للتنفيذ على الأرض.
المصدر : الاسلام اليوم