الملكاوي": لا أستبعد تواطؤ أطراف عربية مع إيران في هجومها على أرامكو

قال المُستشار والمُحلل السياسي والأمني الأردني محمد الملكاوي: إن إيران تعمل حاليّاً على تصعيد عدوانها العسكري على بعض دول الخليج العربي، بعدما فشلت في حماية قوّاتها العسكرية وميليشياتها الشيعية التابعة لها جرّاء الضربات الجوّية والصاروخية الإسرائيلية المُدمّرة لها في سوريا والعِراق.
وأضاف في تصريح خاص لـ"سبق" أن إيران تعتقد -واهمةً- أنها قادرة على نقل الصراع العسكري (الإسرائيلي – الأمريكي) ضدها من الساحتين السورية والعِراقية إلى السعودية ومناطق أخرى في الخليج العربي، موضحاً أن هجومها بالطائرات المُسيّرة والصواريخ على منشآت نفطية سعودية تابعة لأرامكو في محافظة بقيق وهجرة خريص؛ يؤكد عدم قدرة الإدارة العسكرية الإيرانية على التعامل مع الأزمات العسكرية والأمنية بعدما ظهر ضعفها في المنطقة وأمام شعبها وميليشياتها.
ولم يستبعد المُستشار الملكاوي تواطؤ بعض الأطراف العربية مع إيران في هجومها على أرامكو؛ الأمر الذي يجب أن يؤخذ بالحسبان خلال التحقيقات الدولية والتحقيقات السعودية في هذا الهجوم وغيره؛ لأنه يجب على المُجتمع الدولي أن يتحمّل مسؤولياته ضد إيران التي تسعى لامتلاك الأسلحة النووية التي ستُهدد ليس فقط أمن الشرق الأوسط والخليج العربي، وإنما ستُهدد الأمن الدولي.
وأشار المُستشار الملكاوي إلى أن محاولات إيران الاختفاءَ الجبان وراء الحوثيين في اليمن أصبحت مكشوفة؛ لأن استخدامها لطائرات مُسيّرة مُفخخة حديثة جدّاً وصواريخ كروز المُتطوّرة التي صنّعها خلال السنوات القليلة الماضية؛ يؤكد أن طواقهما العسكرية هي التي تقف وراء هذه الهجمات الإرهابية والعدائية وغيرها.
ونوه إلى أن إيران فشلت أيضاً في إشعال جبهة قطاع غزة ضد إسرائيل من خلال بعض الفصائل الفلسطينية الموالية لها أو المتوافقة معها، وذلك في محاولة لتخفيف الهجوم الإسرائيلي عليها في سوريا والعراق.
ولفت المُستشار الملكاوي إلى أن إيران لم تستطع تحريك ميليشياتها نحو افتعال معارك ضد إسرائيل من الجبهة السورية الجنوبية أيضاً بالقرب من هضبة الجولان؛ من خلال الميليشيات الشيعية، وكذلك من الجنوب اللبناني، عبر حليفها الرئيس حزب الله، وذلك بسبب عدم سماح روسيا المُطلق لها بإشعال فتيل حربٍ في المنطقة ضد إسرائيل والولايات المُتحدة؛ لأن ذلك سيُهدد المشروع الروسي في سوريا وسيُضعف بالتالي القدرات العسكرية لحليفها الرئيس بشار الأسد، الذي يسعى حاليّاً لاستعادة آخر معاقل الثوّار والمُعارضة السورية المُسلّحة في الشمال السوري.
ولفت أيضاً إلى أن إيران أصبحت مُكبّلة في منطقة الشرق الأوسط؛ لهذا وجّهت كل أنظارها نحو منطقة الخليج العربي؛ في محاولة يائسة منها لاستعادة جزء من هيبتها المذلولة في سوريا والعِراق ولبنان وقطاع غزة.
وأشاد بالتأهُّب السعودي الدائم لأي هجمات مُعادية ضد المملكة؛ حيث استطاعت دفاعاتها الجوية اليقظة التصدي لهجمات (232) صاروخاً بالستيّاً، و(258) طائرة مُسيّرة من إيران وحلفائها الحوثيين وأعوانهم.
واختتم المُستشار والمُحلل السياسي والأمني الأردني محمد الملكاوي، حديثه بالقول بأن إعلان الحوثيين أنهم يقفون وراء هذه الهجمات هي محاولات إيرانية مُضللة وخادعة للتأكيد على أن الحوثيين هم الذين يسيطرون على اليمن؛ في حين أن الواقع يؤكد أن الحوثيين هم وراء تدمير اليمن وتفتيته، وتمدّد تنظيم القاعدة الإرهابي وتيار الإخوان المُسلمين في هذه الدولة التي تحتاج إلى عشرات السنوات لتتعافى من التدخل الإيراني الُمدمِّر لها.
المصدر: سبق