«حزب الله» في مهب العقوبات.. ولبنان تحت مجهر واشنطن

طغت زيارة مساعد وزير الخزانة الأمريكية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب، مارشال بللينغسلي، إلى بيروت على واجهة الاهتمامات الداخلية، في ضوء إعلانه عن موقف واشنطن أنّها ستعاقب كل من يدعم ميليشيا حزب الله.
وفي خضم التطوّرات المتلاحقة على أكثر من صعيد، ومنها تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، لا يزال لبنان يرصد هذه التطوّرات، فيما برز قلق استثنائي حيال تداعيات ما سيحدث بسبب التعاطي مع إيران وحزب الله على أساس أنهما كيان واحد، بما يجعل الوضع أشدّ دقّة للبنان الذي دخل في مرحلة ترقّب لما سيكون عليه الوضع من انعكاسات وتداعيات عليه.
ويجمع المراقبون على أنّ العالم يبدي استعداداً كبيراً لمساعدة لبنان والوقوف إلى جانبه، ليس فقط اقتصادياً ومالياً عبر مؤتمر «سيدر»، بل أيضاً سياسياً وأمنياً وعسكرياً، في حقيقة باتت راسخة لدى كل مراقب للتطورات والمواقف من مشاورات رئيس الحكومة سعد الحريري في باريس، إلى المحادثات التي أجراها مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب في بيروت، مروراً بالموقف الإيجابي الذي أعلنه وزير المالية السعودي محمد الجدعان، الأسبوع الماضي، والذي كشف فيه أنّ المملكة تجري محادثات مع لبنان بشأن تقديم دعم مالي.
ولعل القاسم المشترك لدى كل رعاة لبنان الدوليين، هو تشديدهم على ضرورة وقوف لبنان على الحياد في الصراع المحتدم في المنطقة، والتقيّد بما جاء في بيان حكومته الوزاري لناحية النأي بالنفس.
إلى ذلك، أثارت الأجواء التي رافقت زيارة بللينغسلي لبيروت، غباراً كثيفاً حيال الإجراءات التي تخبّئها الإدارة الأمريكية حيال لبنان، ذلك أنّ المسؤول الأمريكي تثبّت، خلال لقاءاته من مدى تطبيق العقوبات الأمريكية الأخيرة.
ووصفت مصادر سياسية متابعة زيارة بللينغسلي، بأنّها أكثر من استطلاعية وأقل من عملانية، إذ جاء بللينغسلي ليؤكّد المؤكّد أمريكياً والمسلّم به لبنانياً، بأنّ التحذير من التعامل مع حزب الله، ما وضع النظام اللبناني برمّته تحت مجهر الخزانة الأمريكية، وذلك تحت طائلة تعرض أي فريق، أو جهة أو فرد، يقدّم دعماً لحزب الله للعقوبات الأمريكية.
وتردّدت معلومات مفادها أنّ وزارة الخزانة الأمريكية ستعلن قريباً رزمة عقوبات جديدة على قياديين في حزب الله، وسياسيّين، إلا أنّها ستطال أيضاً، وللمرة الأولى، حلفاء له، في خطوة تعكس الحزم تجاه من يتعامل أو يغطّي أعمال الحزب ويدعم نشاطاته.
المصدر: البيان