تحليل: تدمير حلب.. محاولة لفرض الحل الروسي
فى محاولة لفهم ما تتعرض له مدينة حلب السورية من تدمير، قدم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، تحليلا خلص فيه إلى أن "الوحشية التي تُقصف بها حلب، وكذلك تعمّد قتل مظاهر الحياة فيها لا يعدو كونه محاولة أخرى لمساومة المعارضة على قبول الحل الذي يرغب الروس، وربما الأميركيون أيضًا، في تمريره، ولو كان الثمن تدمير المدينة فوق رؤوس ساكنيها".
وتتعرض حلب " منذ 22 نيسان / أبريل الماضي، لقصف جوي عنيف من طائرات النظام السوري وطائرات روسية، طال الأسواق فيها والمشافي والمراكز الطبية والمدارس وغيرها من المنشآت المدنية، وخلّف أكثر من 250 قتيلًا ونحو 1500 جريح، فضلًا عن التسبب في دمار هائل هجر نتيجته الآلاف من المدنيين دورهم ومساكنهم واتجهوا إلى مناطق أكثر أمنًا في ريف المدينة".
وأكد التحليل أن "التدخل العسكري الروسي فى سورية منع إسقاط نظام الأسد عسكريًا، وأدى إلى "تغيير نسبي" في موازين القوى على الأرض لمصلحته، وتريد الآن أن تثبت قدرتها على اجتراح حل سياسي للأزمة السورية، من هنا قررت أن تسير في طريق الحل، إنّما الحل الذي تريده هي."
ورأى التحليل أن "القصف الوحشي الذي تتعرض له حلب محاولة روسية جديدة لفرض الحل السياسي الذي تفضله موسكو، مستفيدة من عدم ممانعة أميركية في ممارسة ضغوط على المعارضة لقبول أي حل يسمح بتركيز الجهد على مواجهة تنظيم الدولة، ويدفع روسيا إلى التعاون وتحمل عبء أكبر في هذا الشأن".
وأشار إلى أن "الاحتمال قائم في أن تنجح روسيا في التعاون مع الميليشيات الكردية وقوات من النظام والمليشيات المتحالفة معه في قطع طريق الكاستيلو، وفرض حصار كامل على مناطق حلب التي تسيطر عليها المعارضة. لكنّ هذا لن يؤدي قطعًا إلى سقوط المدينة، كما لن يساعد في اجتياحها، لأنّ عملية الاجتياح سوف تحتاج إلى عشرات الآلاف من المقاتلين للقتال في مناطق سكنية وبين كتل إسمنتية، وهي موارد بشرية لا تتوافر للنظام حتى لو توقف القتال على كل الجبهات الأخرى، وحشد الأسد كل قواته في اتجاه حلب. فضلًا عن أنّ عملية كهذه سوف تكبّد النظام خسائر بشرية فادحة لن يكون بمقدوره تحملها ولا تعويضها".
وذكَّر النظام هنا بأنّ "النظام عجز عن استعادة السيطرة على أحياء سكنية صغيرة في محيط العاصمة دمشق مثل جوبر وبرزة، على الرغم من القصف الكثيف الذي تعرضت له هذه الأحياء، والدعم الذي تلقاه النظام من حلفائه الروس والإيرانيين". المصدر مفكرة الإسلام