تضارب المصالح بين روسيا وإيران يهدد مصير الأسد
أكد الكاتب الصحفي، غسان شربل أنه يوجد اختلاف واضح فى الرؤى بين روسيا وإيران بشأن موقفهما من الأزمة السورية ومصير بشار الأسد، حتى وإن اجتهدت الدولتان على عدم إخراج هذا الخلاف للعلن فى الوقت الراهن.
ويرى الكاتب فى مقاله، المرشد «شريكنا الصعب»، المنشور في صحيفة الحياة اللندنية، أن روسيا التي منعت إسقاط النظام، تريد إضعاف الثوار لإرغامهم على السير في حل عبر التفاوض، لكنها لا تريد سحقهم بالكامل. لا تريد الإيحاء أن تدخلها تسبب بنكبة للمكون السني في سورية. مثل هذه النكبة ستلصق بروسيا دور «الشيطان الأكبر» في العالم الإسلامي. ويمكن أيضاً أن تترك آثارها لدى عشرين مليون روسي مسلم. وأنها تريد تفادي أي مشهد سوري يعيد التذكير بالتورط في أفغانستان.
ويضيف أن هناك من يراهن على عدم تمسك موسكو بشخص الأسد حين يتوافر حل يحفظ الدولة السورية ومؤسساتها ويشرك الثوار في الحرب على الإرهاب، حيث تضع الملف السوري في الإطار الواسع والمتشابك لعلاقاتها الدولية والإقليمية.
في المقابل، تضع إيران الملف السوري في جوهر حساباتها الإقليمية، والمرشد علي خامنئي لا يستطيع احتمال حل في سوريا يتضمن رحيل الأسد. سوريا هي قلب الاندفاعة الإيرانية في الإقليم. أي تغيير جدي للنظام فيها يعيد «حزب الله» اللبناني لاعباً محلياً بعدما حوله النزاع السوري لاعباً إقليمياً. لا يستطيع المرشد رؤية ترسانة «حزب الله» محرومة من عمقها السوري.
وتابع شربل، تعتبر إيران أن بقاء الأسد يضمن الحفاظ على هذا العمق، ويضمن أيضاً تحويل الحل السياسي في سورية جراحة تجميلية محدودة أشبه بتوسيع الحكومة وتسميتها حكومة وحدة وطنية. لهذا تتمسك إيران بسحق الثوار ولا تكتفي بإنهاكهم. تريد انتصاراً قاطعاً وإحداث تغييرات لا يمكن ردها.
المصدر: الاسلام اليوم