مليشيا الخرساني ذراع خامنئي الأحدث في العراق وسوريا
بعد حادثة اقتحام مبنى البرلمان العراقي في العاصمة بغداد؛ برزت بقوة على الساحة العراقية ميلشيا "الخرساني" عبر وسائل الإعلام، بالرغم من أنها حديثة عهد مقارنة بباقي المليشيات الأخرى التي تقاتل في العراق وسوريا.
وكانت المليشيا التي سارعت إلى تطويق المنطقة الخضراء في بغداد وحماية المؤسسات السيادية فيها ظهرت بشكل واضح قبل ذلك في سوريا.
تعرّف هذه الملشيات عن نفسها بأنها تقاتل في سوريا دفاعاً عن "المراقد المقدسة"، فيما تقوم بالمشاركة بمعارك نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري.
تعمل هذه المليشيات في العراق وسوريا وبأوامر القيادة الإيرانية والحرس الثوري وهي الأشد ولاءً بين المليشيات الأخرى لمرشد إيران الأعلى علي خامنئي، وقد أعلن زعيمها علي الياسري في تصريحات صحفية أن المليشيا تتبع ولاية الفقيه في إيران، ولا تتبع حكومة العراق، مضيفاً: "ندين بالولاء لخامنئي؛ لأنه يقدم لنا كل ما نحتاجه من دعم، ونحن نؤمن بأن هذا هو الطريق الذي سيؤدي إلى وحدة الأمة الإسلامية، ونصرها الذي أصبح واضحاً الآن"
ولدى هذه المليشيا مقرات وتجمعات في العاصمة بغداد وتتبع للمرجع الشيعي محمد تقي المدرسي.
ويرى مراقبون للشأن العراقي أن هذه المليشيا اتخذت موقعاً مهماً في العمل المسلح في العراق خصوصاً وأنها فرضت نطاق سيطرتها على أماكن حساسة من بغداد بعد الفراغ الأخير في المنظومة السياسية العراقية، وتعذر عقد جلسات مجلسي النواب والوزراء. فضلاً عن دورها في سوريا، بحسب مصدر خاص .
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ"الإسلام اليوم" ان هذه المليشيا تشارك في عمليات في ريف دمشق بالتحديد في السيدة زينب والغوطة الشرقية وشاركت مع بعض الفصائل الشيعية في الدفاع عن "مرقد السيدة زينب" في ريف دمشق، وبعد سقوط الموصل بيد تنظيم الدولة "داعش" تم استدعاء أغلب المقاتلين إلى العراق وشاركت حتى الآن في عمليات فك الحصار عن آمرلي وسليمان بيك وناحية الاسحاقي وطوز خورماتو.
وعن تسليحهم أشار المصدرإلى أن سلاحهم يترواح بين الخفيف والمتوسط، ويستخدمون عجلات "البيك اب" والحمل، وظهرت بعض اللقطات التي تبين امتلاكهم لهمرات عسكرية تحمل شعار السرايا، إضافه إلى العجلات ذات الدفع الرباعي وقناصات وقذائف صاروخية، ويستعمل المقاتلون الهاونات المختلفة الأحجام وصواريخ الكاتيوشا، وهناك بعض الصور تشير إلى استخدامهم راجمات صغيره الحجم إيرانيه الصنع، وهذه الأسلحة تقريبا تتشابه بها أغلب المليشيات.
وبحسب مركز "الروابط للابحاث والدراسات الاستراتيجية" العراقي فإن ميليشيا "سرايا الخرساني" تعتبر من ألوية المهمات الخاصة المرتبطة بـ"فيلق القدس" في العراق، والتابع للحرس الثوري الإيراني وتتخذ من علامته العسكرية شارة لها.
من جانبه كشف الإعلامي والباحث عز الدين الوراق عن وجود تعاون مشترك ووثيق بين افراد سرايا الخرساني و ائتلاف دولة القانون، والذي يتراسه نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق، والمتهم بقضايا حرب و جرائم جنائية دولية .
وأكد الورّاق لـ"الإسلام اليوم" وجود مرشحين خلال انتخابات البرلمان 2014 العراقية، من أفراد مليشيا الخرساني، ومن ضمن قوائم انتخابية شيعية عديدة، منها ائتلاف دولة القانون، وائتلاف المواطن، وكتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري.
وتابع: "لا يقتصر التعاون والتنسيق بين هذه التشكيلات والمليشيات على الحرب فقط بل هناك تعاون وثيق ومشترك في استهداف أهل السنة في العراق، خصوصاً بين ميليشا الخرساني وعصائب أهل الحق المعروفة بجرائمها ضد المكون السني ورموزه من المشايخ والكفاءات".
وفي هذه الأثناء ما زالت بغداد تشهد تحركات مريبة وواسعة لمليشيات الخرساني، وهي تنتشر في مناطق حساسة خصوصاً قرب المنطقة الخضراء والمناطق المهمة في العاصمة بغداد، وهم مدججون بالسلاح ويستقلون سيارات عسكرية ومدنية، ويرفعون أعلام إيران وصور قاسم سليماني، وقد وُثق ناشطون هذا الانتشار في بغداد وحتى البصرة على وسائل التواصل الاجتماعي، مطلقين حملة بعنوان #علمي_هويتي عبّروا فيها عن اعتزازهم بالعلم العراقي ورفضهم لهذه الممارسات الطائفية.
المصدر: الإسلام اليوم