إثر استقال السيسي للجعفري.. سياسيون يتحدثون عن غطاء مصري لإبادة الفلوجة
شكك سياسيون ومراقبون بالدور الذي يلعبه النظام المصري برئاسة عبد الفتاح السيسي، إزاء مجمل القضايا في المنطقة، لاسيما فيما يتعلق بالأوضاع في سوريا والعراق، مشيرين إلى دعمه لما يقترفه نظام بشار الأسد من مجازر بحق الشعب السوري، وتأييده الضمني للعمليات التي تشنها القوات العراقية والمليشيات الشيعية ضد مدينة الفلوجة.
واتهموا نظام السيسي بالتواطؤ مع الحكومة العراقية التي يرأسها حيدر العبادي إزاء العمليات الطائفية ضد مدينة الفلوجة والتي تشرف عليها إيران بشكل مباشر، وهو ما بدى واضحا من استقبال رئيس النظام المصري لوزير الخارجية العراقي والوفد المرافق له، معتبرين تلك الخطوة بمثابة غطاء سياسي لما يجري من عمليات في الفلوجة.
وكان السيسي، استقبل السبت وزير خارجية العراق، إبراهيم الجعفري، ورئيس ديوان الوقف السُني عبداللطيف الهميم، بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري، والسفير العراقي بالقاهرة ضياء الدباس.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن وزير الخارجية العراقي نقل للرئيس تحيات وتقدير الرئيس العراقي فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء حيدر العبادي، مؤكدا "متانة وعمق العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين".
وشكك سياسيون وكتاب بأهداف الزيارة، لاسيما وأنها تتزامن مع العمليات التي تقودها إيران ومليشياتها من الأرض وأمريكا من الجو بحق مدينة الفلوجة.
من جانبه، هاجم الكاتب ياسر الزعاترة الدور الذي يلعبه النظام المصري، حيال عدد من القضايا العربية والإسلامية، معتبرا في الزيارات المتبادلة بين العراقيين والمصرين مقدمة غطاء سياسي لإكمال العمليات ضد مدينة الفلوجة.
وقال الزعاترة عبر تغريدة له بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "وزير خارجية العراق في القاهرة حاملا رسالة من العبادي، السيسي جاهزا لمنح غطاء سياسي للمعركة الطائفية في العراق، تماما كما يفعل في سوريا".
إلى ذلك، رفض الداعية العراقي الشيخ حسين المؤيد، الاتهامات التي توجه لأهل السنة في مختلف الدول، وربطهم بالإرهاب، مؤكدا بأنهم يرفضون بالإجماع تصرفات تنظيم داعش والتطرف بكل أشكاله.
جاء ذلك، كرد على تصريحات رئيس الوقف السني بالعراق عبد اللطيف الهميم، التي قال فيها: " نحن نتطلع الى أن يؤدي الأزهر ومشيخته دورا مثمرا وفاعلا لما تحظى به هذه المؤسسة من احترام كل العالم الإسلامي، وهي صاحبة الإختصاص الأصيل في مواجهة الفكر الداعشي".
وقال المؤيد تعقيبا على تلك التصريحات في تغريدة له بموقع التواصل "تويتر": "من الغريب أن يطرح رئيس الوقف السني إشكالية التطرّف الداعشي على الأزهر و هو يعلم إدانة كل أهل السنة لهذا التطرّف و يسكت عن الطائفية".
بدوره انتقد المدون العراقي عماد السامرائي اللقاء الذي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع المسؤولين العراقيين، مشككا في الدور الذي سيلعبونه حيال القضايا في المنطقة.
وقال السامرائي عبر تغريدة له بموقع التواصل "تويتر": "ابراهيم الجعفري، عبداللطيف هميم، السيسي، لم ار في حياتي مثل هذا التجانس، الان فهمت معنى القول، الطيور على اشكالها تقع"، في إشارة منه إلى الدور السلبي الذي سينفذه أولئك الأشخاص.
ويثير رئيس الوقف السني في العراق، شكوكا واسعة، إذ يتهمه قطاع عريض من سنة العراق بالانحياز لحكومة حيدر العبادي،مشيرين إلى أنه يتلقى أوامره وتمويله من إيران، العدو اللدود للمكون السني ليس فقط في الفلوجة وإنما في كافة الدول.
وفي إطار مواز، يواجه النظام المصري برئاسة السيسي اتهامات واسعة بالإنحياز إلى المحور الإيراني الساعي إلى التوسع في البلاد العربية والإسلامية، فزيارة الوفد العراقي إلى القاهرة تركت علامات استفهام حول مراميها، فيما يرجح مراقبون بأن تكون لغايات تأمين غطاء سياسي "سني" لعمليات الإبادة في الفلوجة.
ومنذ الإنقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب، تلعب مصر السيسي دورا سلبيا إزاء القضايا العربية والإسلامية، إذ ثبت تورطها بمعاونة نظام الأسد في مجازره بحق الشعب السوري المنكوب، فضلا عن مواقفها غير المقبولة مما يعرف بـ"الربيع العربي".
ومما تجدر الإشارة إليه، بأن الجعفري كان صرح بأنه ناقش مع الرئيس المصري أهم القضايا الميدانية، معتبرا أن العراق بحاجة إلى إسناد الدول العربية على الصعد الأمنية والسياسية والاقتصادية.
وأضاف أن "العراق وإن لم يكن بلداً فقيراً، فإنه يمر بظروف استثنائية"، مشيرا إلى أن "الإرهاب" لم يبدأ بالعراق وقد لا ينتهي به، مما يستدعي تضافر الجهود لمنع انتشاره في المنطقة.
وبحسب وكالة الشرق الأوسط المصرية الرسمية، فقد أكد السيسي خلال اللقاء دعم حكومته للجهود الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار في العراق، مؤكدا على ضرورة تفويت الفرصة على أي محاولات لبث "الفرقة والانقسام".
ويرى مراقبون بأن الزيارة تهدف إلى حشد الدعم العربي للقوات العراقية وأبناء الحشد الشعبي في معركة الفلوجة.
المصدر: الاسلام اليوم