لوريون لوجور: النظام السياسي العراقي أكبر مصدر لعدم الاستقرار في البلاد
قالت صحيفة لوريون لوجور إن النظام السياسي العراقي الطائفي "الفاشل وظيفيا" يشكل أكبر مصدر لعدم الاستقرار في البلاد.
نشرت الصحيفة في عددها الصادر الثلاثاء أن النخبة السياسية في العراق لا تفقه شيئاً ويروق له دائما ربط جميع الأزمات وحلولها بالتدخل الخارجي في البلاد، مما يسمح لها بالتنصل من مسئوليتها حتى في المسائل التي يمكن حلها بكل سهولة.
وأكد المدير السابق لمجموعة الأزمات الدولية والمتخصص في شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقا بيتر ارلينج أنه إذا كان هناك مصالح لبعض الدول في العراق، فليس منها تحقيق الاستقرار للبلاد فلا أحد يسعى حالياً بصورة ناشطة لتحقيق هذا الهدف لأنه لو كان هذا هدفا لأحد ما عاد العراق إلى أسوأ فتراته من الحرب الأهلية.
ولكن الأزمة في البلاد تأتي من النظام السياسي العراقي المعقد بصورة مبهمة والذي يتسبب في حالة من الخلل الوظيفي يعرقل حياة العراقيين الذين يجدون أن الأطراف الخارجية هي من ترغم النخبة السياسية في البلاد على القيام بإصلاحات واضحة من بينها تعيين وزراء أكثر كفاءة والتصويت على قانون يحد من مركزية الحكم.
وأضاف ارلينج أن إعادة بناء العراق لم يكن يوماً على أجندة الولايات المتحدة ، فبعد الانقلاب على نظام صدام حسين، لم تفعل واشنطن شيئاً سوى البحث عن طرق للهروب من هذا المستنقع بصورة سريعة وهذا ما دفعها إلي اتخاذ العديد من الإجراءات الخاطئة غير المدروسة مما نتج عنه الكثير من النتائج الكارثية، الأمر الذي تطلب العديد من الإصلاحات التي لم تنته، وهذا ما يحدث الآن، حيث أن الولايات المتحدة تساعد النظام العراقي على التركيز بصورة وحيدة على الحرب ضد تنظيم الدولة خوفاً من أن تضعف الإصلاحات الجدية موقف واشنطن قبل عدة أشهر من نهاية ولاية أوباما بينما يمثل الخلل الوظيفي الهيكلي للنظام السياسي العراق أكبر مصدر لعدم الاستقرار في البلاد.
وأشار أرلينج إلي أن النظام العراقي ساهم بصورة مؤكدة في تطرف جزء من المجتمع العراقي من خلال تعذيب السجناء واللجوء إلي كل أشكال القمع اللامعقول في مواجهة الاحتجاجات. كما أن الفراغ فى السلطة الذى خلقته الولايات المتحدة في العراق خلال الفترة ما بين 2003 و2007، والذي خلقه أيضاً نوري المالكي في الفترة ما بين 2010 و2014، هذا الفراغ قد أدى إلي انهيار مؤسسات الدولة وهو ما أفضى بدوره إلى تهيئة المناخ المناسب لتنظيم الدولة.
المصدر : الاسلام اليوم