الفاينانشيال تايمز: الصراع الداخلي في إيران سيحدد مصير الاتفاق النووي
قالت صحيفة "الفاينانشيال تايمز"، الأميركية، إن الصراع الإيراني الداخلي بين المتطرفين والمعتدلين يلقي بظلاله على مستقبل الاتفاق النووي مع الغرب.
فعندما توصلت إيران إلى اتفاقها النووي التاريخي مع القوى الدولية كانت تأمل أن يسفر هذا الاتفاق عن تخفيف حدة التوترات مع الدول العربية وعن استخدام نفوذها للمساعدة في حل الأزمات الإقليمية بيد أنه بعد مرور ستة أشهر على دخول الاتفاق حيز التنفيذ فإن إيران تبعث برسائل متضاربة تسلط الضوء على الخلافات بين القوى المعتدلة والمتشددة داخل البلاد حول ما إذا كانت ستبقى على الوضع الراهن أو ستحسن العلاقات مع الدول العربية السنية المنافسة والولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت الصحيفة أن قرار محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيرانية المؤيد للإصلاح بتعيين نائب جديد له للشئون العربية قد فجر تكهنا بأن المعتدلين حققوا انتصارا صغيرا، مشيرة إلى أن ظريف، الذى تعهد بمنح أولوية لايجاد حلول دبلوماسية للأزمات فى الشرق الأوسط، استبدل حسين أمير عبد اللهيان المعروف بانتمائه للحرس الثوري النخبوي بحسين جابري أنصاري وهو شخصية معتدلة.
وذكرت أنه بعد مرور يوم واحد بدد بيان نادر أدلى به الميجور جنرال قاسم سليماني القائد الغامض لذراع حرس الثورة للعمليات الخارجية هذه الآمال، لافتة إلى أنه فى أعقاب قرار البحرين سحب الجنسية من أرفع رجال الدين الشيعة في البلاد(عيسى قاسم)، حذر سليماني من أن هذا التحرك "قد يشعل النيران فى البحرين والمنطقة برمتها".
ولفتت إلى ما ذكره محلل مؤيد للإصلاحيين من أن تصريحات سليماني كانت رسالة لحكومة الرئيس حسن روحاني المركزية مفادها أنه لا يتعين عليها محاولة الدفع من أجل إدخال تغييرات كثيرة، مضيفا بأن تغيير أمير عبد اللهيان يمثل رمزا لتحرك بطيء نحو تخفيف التصعيد في السياسات الإقليمية ويتماشى أيضا مع الاتفاق النووي والذي لا يمكن تنفيذه بنجاح دون سياسة خارجية قوية. وكان بيان سليماني تحركا من قبل الحرس لبث الخوف فى قلب روحاني مفاده أنه لا يستطيع الذهاب إلى حد بعيد فى هذا الصدد.
ونوهت "الفاينانشيال تايمز" إلى أن تقارير غير مؤكدة أذاعتها وسائل الإعلام الإيرانية تفيد أن ظريف الذى اجتمع مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري فى أوسلو في الأسبوع الماضي أشار إلى أن طهران قد تبدي مرونة بشأن إجراءات إنهاء الصراع السوري ومع ذلك فإنه ليس هناك إشارة إلى أن إيران تنوى تخفيض مستويات نفوذها في المنطقة أو تعتزم التراجع وسحب وجودها في سوريا والعراق.
وترى الصحيفة أن المسألة ستتمثل فيما إذا كان بوسع الدبلوماسيين الإيرانيين المعتدلين التوصل إلى حلول لا تقوض نفوذ النظام بيد أن مأزق إيران الاقتصادي الناجم عن العقوبات والسياسات الشعبوية للحكومة السابقة قد تحد من قدرة طهران على المحافظة على نفوذها.
وأضافت أن المحللين الآخرين يحذرون من أن أي تغيير حقيقى يعتمد على "على خامنئي" صانع القرار النهائي الذى ينصت إلى الجنرالات المواليين وليس للدبلوماسين، ناهيك عن أن الموقف المتوتر مع السعودية يمثل حاجزا أيضا فى هذا الصدد.
المصدر: الاسلام اليوم