لم يكن عام 2018 سهلاً على لبنان، سواء على مستوى المعترك السياسي أو الوضع الاقتصادي أو الأحوال المعيشية لرجل الشارع.
فمثلما بدأ العام، بمواجهة لرئيس الحكومة سعد الحريري، للحفاظ على عروبة لبنان واتباع مبدأ النأي بالنفس أمام التدخلات الإيرانية، التي يمثلها حزب الله، ينتهي العام بتأزم تشكيل الحكومة الجديدة التي كلف بوضعها الحريري ،مع تنوع العقد التي وضعت من جانب حزب الله الإرهابي.
وتمثل عقدة ما يسمى بـ"النواب الستة"، التي وضعت كورقة تتفاوض فيها طهران مع الولايات المتحدة الأمريكية، لتخفيف العقوبات الموضوعة من واشنطن ضد الأنشطة الإرهابية للحرس الثوري الإيراني وحزب الله، أخر العراقيل التي وضعتها مليشيا حزب الله أمام تشكيل الحكومة.
إجراء الانتخابات بعد الفراغ البرلماني
وعلى الرغم من أن 2018 أنهى ما يسمى بالفراغ البرلماني مع مجلس النواب، الذي امتدت ولايته أكثر من مرة، وشهد إجراء الانتخابات النيابية في مايو/ أيار الماضي، إلا أن الفراغ انتقل للحكومة التي تجاوزت الشهر الرابع في أزمة التشكيل، وسط أحداث حبكتها مليشيا حزب الله، لعودة نفوذ نظام الأسد إلى الداخل اللبناني، وتوصيل رسالة دولية بأن "دمشق" تعمل على طريق إعادة وصايتها على لبنان وقراره.
وأوضح محللون سياسيون لبنانيون، في تصريحات خاصة لـ"العين"، أن هذا العام، هو سنة القبح السياسي الذي رسمه حزب الله، لمنع تشكيل الحكومة من جهة، عبر عقدة "النواب الستة" كمسمار تضعه طهران حتى تضغط به على الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات على الحرس الثوري الإيراني من جهة، ومن جهة أخرى، العمل على عودة الوصاية السورية على لبنان.
الدفاع عن عروبة لبنان والتمسك بمبدأ النأي بالنفس
ويقول المحلل السياسي اللبناني، محمد علي الرز، إن سنة 2018 هي عام البحث عن الحلول في لبنان الذي يتمخض، حيث شهد عدة استحقاقات أهمها كانت على الصعيدين الحكومي والنيابي.