سباق روسي إيراني حول توسيع مناطق نفوذهما بسوريا
كشفت تقارير إعلامية وصحافية عن تنافس كلا من روسيا وإيران على تأمين مناطق نفوذهما على الأراضي السورية قبل الانخراط الفعلي في عمليات المفاوضات الجارية.
وأوضحت صحيفة "الراي" الكويتية، في تقرير لمراسلها من واشنطن حسين عبد الحسين، أن آخر المعلومات من واشنطن وفقا لمصادر إعلامية مطلعة أشارت إلى أن روسيا وإيران صارتا تتنافسان لتأمين نفوذيهما في سورية قبل الوصول إلى وقف للنار.
وأكدت مصادر في وزارة الدفاع الأميركية أن إيران تحشد كل ما أمكنها من قوات لقضم أكبر مساحة ممكنة داخل سورية.
ورصد مسئولون أمريكيون مشاركة وحدتين من القوات الخاصة التابعة للجيش الإيراني "آرتيش"، مرجّحين أن طهران دفعت بجيشها بعدما تعدت الخسائر في صفوف "الحرس الثوري الإيراني" و"الباسيج" حوالي 250 مقاتلاً، معظمهم من الضباط ذوي الخبرة الذين أرسلتهم إيران للإشراف على المعارك.
وأشار المسئولون الأمريكيون إلى أن الوحدتان الإيرانيتان المشاركتان في المعارك المندلعة جنوب مدينة حلب، هما "الكتيبة 45 – تاكافار" و"الكتيبة 65" المحمولة جوا، فيما استطاع الخبراء تحديد هويتي الكتيبتين من خلال الصور التي وزعها الإيرانيون لأربعة عسكريين إيرانيين قتلوا في سورية أخيراً.
وبشأن الجانب الروسي، فاعتبر المسئولون في وزارة الدفاع الأميركية أن موسكو لم توقف عملياتها العسكرية في سورية، بل أوقفت مشاركة مقاتلاتها، بينما لا تزال مروحيات روسية ومقاتلين يشاركون إلى جانب قوات الأسد، خصوصاً شمال دمشق، في تدمر وحمص.
وبحسب تقرير "الراي" فإن المسئولون الأمريكيون يعزون النجاحات التي حققتها ميليشيات بشار الأسد ضد "تنظيم الدولة" إلى المشاركة الروسية. لكنهم يعتقدون إنه بسحبها مقاتلاتها، خفّضت روسيا قوتها النارية الكاسحة، وتحولت إلى قوة عادية مثل القوات الأخرى المنخرطة في الحرب السورية.
ولفت التقرير إلى أنه رغم أن الإيرانيين والروس يحاربون إلى جانب الأسد، إلا أن المسئولين الأميركيين يعتقدون أن ثمة سباقا خفياً بين طهران وموسكو حول من هو صاحب الكلمة الأخيرة، خصوصاً في التعامل مع الأسد. ويبدو أن الأسد انقسم إلى نصفين، نصف يساير الروس وآخر يُصغي للإيرانيين.
وأضاف التقرير أن المسئولون الأمريكيون لم يستبعدوا وجود صراع أجنحة داخل النظام السوري، وأن بعضها صار محسوباً على إيران، وبعضها الآخر على روسيا، وأن الدولتين الداعمتين للأسد تتقاسمان المناطق التي يسيطر عليها الأسد.
واختتم الكاتب تقرير بالقول إن "هذا النوع من الصراع الخفي بين حليفي الأسد لن يصبَ في مصلحته"، وفقا لأحد المسؤولين الأميركيين، مشيرا إلى أن السباق الروسي - الإيراني قد يكون أحد الأسباب التي صارت تدفع الجميع إلى إعلان قبولهم بدبلوماسية غير مشروطة وعملية سياسية انتقالية في سورية، لكنه يضيف: "قبل ذلك، ستحاول روسيا وإيران انتزاع أكبر مساحات نفوذ ممكنة، لا من المعارضين السوريين فحسب، بل من بعضيهما بعضاً".
المصدر : مفكرة الاسلام