العلامة البرقعي: هل كان الإمام علي (ع) يرى نفسه خليفةً بتنصيب ونص من الله تعالى؟!
يقول آية الله العظمى أبو الفضل البرقعي:
«وقد جاءت في زيارة «عيد الغدير» عبارات في إثبات الخلافة المنصوص عليها من الله تعالى لعليٍّ عليه السلام، وأن الله تعالى هو الذي نصَّبَه خليفةً وأميرًا على الأمّة..
- هذا في حين أن الإمام ذاته لم يستدلّ بمثل هذه الجمل على خلافته منذ أول يوم؛ بل اعتبر أن الخلافة تتحقَّق بانتخاب الناس، وكان يقول مرارًا على المنبر:
"الأمير هو من جعلتموه أميرًا عليكم".
- ولو كان اللهُ قد نصَّبه للخلافة وفرض حكومته على الأمّة فعلاً لوجب عليه أن يُظهر ذلك ويقول بأعلى صوته: أنا الإمام المُنَصَّب عليكم مِنْ قِبَلِ الله ولكنه لم يفعل ذلك!
وليس هذا فحسب بل أظهر كراهته للخلافة ورغبته عنها فقال: "واللهِ مَا كَانَتْ لِي فِي الْـخِلافَةِ رَغْبَةٌ ولا فِي الْوِلايَةِ إِرْبَةٌ ولَكِنَّكُمْ دَعَوْتُمُونِي إِلَيْهَا وحَمَلْتُمُونِي عَلَيْهَا" (نهج البلاغة، الخطبة 205).
- وقال: "دَعُونِي والْتَمِسُوا غَيْرِي فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْرًا لَهُ وُجُوهٌ وأَلْوَانٌ لا تَقُومُ لَهُ الْقُلُوبُ ولا تَثْبُتُ عَلَيْهِ الْعُقُولُ... واعْلَمُوا أَنِّي إِنْ أَجَبْتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ ولَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ الْقَائِلِ وعَتْبِ الْعَاتِبِ وإِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ ولَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ وأَطْوَعُكُمْ لِمَنْ وَلَّيْتُمُوهُ أَمْرَكُمْ وأَنَا لَكُمْ وَزِيرًا خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيرًا" (نهج البلاغة، الخطبة 92).
- وقال: "إنِّي لَمْ أُرِدِ النَّاسَ حَتَّى أَرَادُونِي ولَمْ أُبَايِعْهُمْ حَتَّى بَايَعُونِي" (نهج البلاغة، الرسالة 54)،
- وقال: "فَأَقْبَلْتُمْ إِلَيَّ إِقْبَالَ الْعُوذِ المَطَافِيلِ عَلَى أَوْلادِهَا تَقُولُونَ الْبَيْعَةَ الْبَيْعَةَ قَبَضْتُ كَفِّي فَبَسَطْتُمُوهَا ونَازَعَتْكُمْ يَدِي فَجَاذَبْتُمُوهَا" (نهج البلاغة، الخطبة 137)،
- وقال في وصف بيعته بالخلافة: "وَبَسَطْتُمْ يَدِي فَكَفَفْتُهَا ومَدَدْتُمُوهَا فَقَبَضْتُهَا ثُمَّ تَدَاكَكْتُمْ عَلَيَّ تَدَاكَّ الإبِلِ الْهِيمِ عَلَى حِيَاضِهَا يَوْمَ وِرْدِهَا حَتَّى انْقَطَعَتِ النَّعْلُ وسَقَطَ الرِّدَاءُ ووُطِئَ الضَّعِيفُ" (نهج البلاغة، الخطبة 229)،
- كما استدل في الخطب رقم 34 و37 و136 وفي الرسالة رقم 1و7 على صحة خلافته ببيعة الناس له ولم يشر إلى أن الله تعالى هو الذي نصّبه خليفةً.
- واعتبر في رسالته السادسة في نهج البلاغة، وفي عشرات الأحاديث الأخرى، أن الخلافة إنما تتم بانتخاب المهاجرين والأنصار". انتهى كلامه رحمه الله.