تيار التصحيح في المذهب الشيعي
حديث الغدير دعوة للمحبة لا تنصيب بالخلافة
مختصر الواقعة:
بعد رجوع النبي (ص) من الحج في طريقه إلى المدينة عند مكان يقال له (غدير خم) اختصم الإمام علي (ع) مع بعض أصحابه فأخذوا عليه في أنفسهم، فقال النبي (ص) معاتباً أولئك ومدافعا عن علي (ع): (من كنت مولاه فعليٌّ مولاه).
عقيدة الشيعة:
يعتقد الشيعة الاثني عشرية أن النبي (ص) إنما أراد بهذا الحديث مبايعة وتنصيب الإمام علي (ع) خليفةً ووالياً من بعده بأمر من الله تعالى، وأن معظم الصحابة خالفوا هذا الأمر الإلهي ونقضوا تلك البيعة، وقد رفض رجال الإصلاح والتصحيح في المذهب الشيعي هذا المعتقد، وهنا سنذكر ملخصا لآراء بعضهم في ذلك:
حجة الإسلام أسد الله خرقاني:
- النزاع حول حديث الغدير والخلافة يختص بزمان حياة أولئك الخلفاء ليسه له نتيجة أو ثمرة بل أضراره على المسلمين عظيمة.
- أمرنا الله بطاعة أولي الأمر، وكل حاكم ينتخبه الناس فيحكم بالشرع والعدل فهو من أولي الأمر.
آية الله العظمى أبو الفضل البرقعي:
لم يدّع الإمام علي (ع) أنّ الله نصّبه خليفة على المسلمين، ولم يستدل بحديث الغدير على ذلك، بل أظهر كراهته للخلافة ورغبته عنها فقال: "واللهِ مَا كَانَتْ لِي فِي الْـخِلافَةِ رَغْبَةٌ ولا فِي الْوِلايَةِ إِرْبَةٌ ولَكِنَّكُمْ دَعَوْتُمُونِي إِلَيْهَا وحَمَلْتُمُونِي عَلَيْهَا".
واعتبر في عشرات الروايات الأخرى، أن الخلافة إنما تتم بانتخاب المهاجرين والأنصار.
حيدر علي قلمداران:
لو تركنا الهوى والتحيّز جانباً وقرأنا بتجرّد وإنصاف تاريخ الإسلام والواقعة التي كانت الدافع وراء قصة الغدير، لتبيّن لنا بوضوح:
أن النبي(ص) دعا في حديث غدير خم إلى محبة الإمام علي ومولاته بعد أن اختلف معه بعض الصحابة في أموال الزكاة وأساءوا إليه.
وأنّ حديث الغدير لا علاقة له بموضوع الخلافة والنص على عليٍّ، لأن تعيين الخليفة وتنصيبه طبقاً لنصوص القرآن وسنة الرسول (ص) وسيرة المسلمين في صدر الإسلام إنما يتم من خلال الشورى.