الأسد يخوض معركة "كل المعارك" لاستعادة "حلب" من الثوار
سلطت صحيفة التلغراف البريطانية الضوء علي الهدف من الغارات التي شنها نظام الاسد خلال الأيام القليلة الماضية، التي كان أعنفها الجمعة، مؤكدة انها تمهيد من طرف النظام لمعركة كل المعارك؛ لاستعادة حلب من سيطرة الثوار.
واضافت "التلغراف" ان ما حدث في حلب هو "مذبحة"، مشيرة الي عودة المدينة التي تعتبر جوهرة سوريا، مرة أخرى إلى الواجهة منذ أن كانت محل نزاع بين المعارضة والسلطة عام 2012، وتم إبادة أكثر من 100 شخص خلال الساعات الـ48 الماضية، أي بمعدل قتيل كل 25 دقيقة، فيما تفاعل المغردون العرب مع ما يجري في حلب عبر وسم (هاشتاغ) "حلب_تحترق"، الذي وصل التغريد فيه إلى مئات الآلاف، كما انتشرت صور الأطفال والضحايا وسحب الدخان بشكل لافت حول العالم.
وبحسب "التلغراف" فقد قال الطبيب "فادي حكيم"، صاحب عيادة في حي المرجة بحلب، أن الدمار الذي لحق بالمدينة جراء القصف، صباح الجمعة، يعد من أسوأ الأيام التي مرت على المدينة، مضيفاً أن السكان يخشون من مغادرة منازلهم للحصول على العلاج الطبي.
وتابع "حكيم" ان النظام يتعمد استهداف المراكز الصحية، وهذه ليست المرة الأولى، فقد استهدفها مراراً وتكراراً"، وأوضح أنه "يريد أن يدفع الأطباء إلى وقف أعمالهم، فلقد أصبحت خطيرة جداً"، وتابع: "عندما رأيت الهجوم على عيادة طبية تحطم قلبي، لا يوجد هنا إرهابيون، هنا فقط مرضى وأطباء".
ومن جانبها أستنكرت المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الاستجابة "المشينة" من قبل المجتمع الدولي جراء تصاعد العنف، ووجهت الاتهام لاثنتين من القوى الكبرى بدعم طرفي النزاع، وأنهما أصبحتا شريكتين في سفك الدماء.
وطالب العديد من كبار الأطباء في حلب من خلال "التلغراف"، كلاً من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بإنقاذ وقف إطلاق النار المتعثر، وقالوا إنه ينهار أمام أعينهم.
وتضمنت الرسالة: "برجاء سرعة الاستجابة لدعوة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ثم اتخاذ خطوات عاجلة لإنقاذ هدنة وقف إطلاق النار، وإنهاء الهجمات على المدنيين".
وتستعد حلب التي ما يزال يعيش فيها قرابة 1.5 مليون إنسان، لهجوم كبير ينوي جيش النظام السوري شنه على المدينة مدعوماً بطائرات حربية روسية، وفقاً لتقارير، والتي أشارت أيضاً إلى أن المدفعية الروسية تم تحريكها من قواعدها خلال الأسبوعين الماضيين، وهي الآن في طور الإعداد، بعد أسبوع من الضربات الجوية على المدينة.
وحذرت صحيفة الثورة الرسمية الناطقة بلسان حكومة الأسد، الثوار في حلب من "معركة كل المعارك"، التي اشارت إنها ستكون في غضون الايام القليلة المقبلة.
مفكرة الإسلام