درء عمر حد الزنا عن المغيرة بن شعبة
المصدر: موقع البرهان
يدعون أن عمر درأ حد الزنا عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنهما مع ثبوته بالبينة وهي أربعة رجال، ولقن الرابع كلمة تدرأ الحد، فقد قال له لما جاء للشهادة: أرى وجه رجل لا يفضح الله به رجلاً من المسلمين.
والجواب:
أن درء الحد إنما يكون بعد ثبوته، ولم يثبت لعدم شهادة الرابع كما ينبغي، وتلقينه الشاهد كذب وبهتان من أهل العدوان، إذ قد يثبت في التواريخ المعتبرة كتاريخ البخاري وابن الأثير وغيرهما أنه لما جاء الرابع وهو زياد ابن أبيه قالوا له: أتشهد كأصحابك؟ قال: أعلم هذا القدر، إني رأيت مجلساً ونفساً حثيثاً وانتهازاً ورأيته مستبطنها - أي مخفيها تحت بطنه - ورجلين كأنهما أذنا حمار، فقال عمر: هل رأيت كالميل في المكحلة؟ قال: لا. وقد وقع ذلك بمحضر الأمير وغيره من الصحابة.
فأين التلقين يا أرباب الزور المفترين؟
ولفظ: (أرى وجه رجل لا يفضح الله به رجلاً من المسلمين) إنما قاله المغيرة في ذلك الحين كما هو حال الخصم مع الشهود، ولا سيما إذا كان يترتب عليه حكم موجب لهلاكه. على أن عمر لو درأ الحد لكان فعله لفعل المعصوم، فقد روى ابن بابويه في (الفقيه) أن رجلاً جاء إلى أمير المؤمنين وأقر بالسرقة إقراراً موجباً للقطع، فلم يقطع يده، والله تعالى الهادي.