الشيخ محمد باقر البهبودي ومشروع تنقية التراث الشيعي:
محمد باقر البهبودي هو أستاذ جامعي معاصر في طهران، وكان من تلاميذ الخميني والبروجردي والخوئي ومتخصص في علم الحديث.
اهتم البهبودي بمشروع تنقية التراث وقام بعملية جريئة أثارت لغطاً وردود أفعال كبيرة حيث تبنى غربلة أحد أهم مصادر الحديث في المذهب الإثني عشري وهو كتاب الكافي للكليني، فقام البهبودي بتحقيق هذا الكتاب وتنقيته مما بدا له أنه ضعيف ومكذوب، فكانت النتيجة التي توصل إليها هي صحة ربع الكتاب فقط (4428 من أصل 16194أثر)، كما أخرج كتاب صحيح الميزان في التفسير للطباطبائي، وحقّقّ 45 مجلداً من كتاب بحار الأنوار للمجلسي.
الجدير بالذكر أن البهبودي عندما أصدر النسخة الفارسية من كتاب صحيح الكافي قام صاحب المطبعة -وبضغط من مراجع دينية- بتغيير عنوان الكتاب إلى (زبدة الكافي)، كما قام المرجع منتظري -وكان خليفة الخميني وقتها- باستدعاء البهبودي وأمره بسحب جميع النسخ من الاسواق بما فيها النسخة العربية -حسب ما ذكره الشيخ جعفر السبحاني في حوار مع صحيفة كيهان-.
يقول الباحث حيدر حب الله في كتابه نظرية السنة: (يرى البهبودي أن حملات النقد ضده كانت بسبب تسميته لكتابه (صحيح الكافي) إذا أن هذه التسمية أدت -في نظره- إلى تساؤل كثير من الناس عما يرويه العلماء والخطباء ومدى صحته وسلامته).
لقد كان البهبودي صريحاً في تشخيص ما رأى أنه عبث كبير في منهج أهل البيت، وذكر بصراحة أن ظاهرة الدس والكذب كانت ضاربة أطنابها في كتب المذهب، ولهذا اتخذ منهجاً علمياً لمحاربة هذه الظاهرة وتنقية المروي، وفي سبيل ذلك وضع خارطة للوضاعين والضعفاء شملت أسماء لامعة في مجال الرواية.
بل وصل الأمر بالبهودي إلى التشكيك في مصداقية الكليني نفسه صاحب الكافي، كما أنه شكك في أسلوب حصول المجلسي على الكتب التي نقل منها كتابه البحار!