رأي المصلح الشيعي/ حيدر علي قلمداران القمي في كتاب تفسير العسكري
في معرض حديثه عن الكذب والافتراء على أئمة أهل البيت من أدعياء التشيع، تحدث قلمداران عن التفسير المنسوب للإمام العسكري فقال:
" ومن جملة التفاسير التي نسبها إلى الأئمة الصديق الجاهل أو العدو العالم أو أعداء القرآن، ذلك التفسير المنسوب كذباً للإمام المظلوم الحسن العسكري؛، ويا ليت مثل هذا التفسير لم يكن موجوداً بين الشيعة ولا بين المسلمين أصلاً!
ولقد أوضحنا في الصفحات (188 إلى 190) من كتابنا «ارمغان آسمان» [أي هدية السماء] الذي طبعناه ونشرناه قبل 12 سنة، اختلاق هذا التفسير المليء بالكذب وعدم وثاقته. وَلِـحُسْنِ الحظ أيَّد العلامة المحقق سماحة الحاج الشيخ «محمد تقي الشوشتري» -أدام الله ظلَّه الوارف- في كتابه القيِّم وعديم النظير الموسوم بـ«الأخبار الدخيلة» والذي طُبع ونُشر قبل سنتين، ما نقوله بشأن هذا التفسير بأفضل بيان وأوضح برهان.
في هذا التفسير المنسوب للإمام الحسن العسكري الذي جمع خليطاً من حقٍّ وباطل وأوقع بعض علماء الشيعة في الخطأ والاشتباه وجعلهم يظنون صحة نسبته إلى الإمام المظلوم، ثمة أقاويل وموضوعات ينفر منها كل من لديه أدنى شعور!
وقد قام العلامة الشوشتري -دام بقاؤه- كما قلنا، في كتابه «الأخبار الدخيلة» (ص152إلى 228) بانتقاد هذا التفسير وبيان كذب واختلاق مندرجاته ووصل في النهاية إلى القول: «إذا كانت هذه الأخبار المذكورة في هذا التفسير صحيحة فالإسلام باطل من أساسه! لأنه يتضمن الجمع بين الضدين وهذا من المحالات!».
إن مطالعة دقيقة لكتاب العلامة الشوشتري القيِّم تُظْهر حجم الأكاذيب التي افتراها أعداء الدين أو أصدقاءه الجهلاء الذين هم أحياناً أسوأ من الأعداء، والتي بدأ تلفيقها منذ الصدر الأول وفي فترة حياة الأئمة الكرام ذاتها وكانت تُنْسَب إلى أولئك الأئمّة الأعزّاء، وتُبَـيِّنُ كيف قتلوا أولئك المظلومين الذي كان كلامهم الحقيقي دُرَرَاً، قتلوهم لا بحدِّ السيف والسنان بل بالقلم واللسان! إلى درجة أنهم صوَّروا أولئك الأئمة الكرام بصورة أعداء الحقيقة -والعياذ بالله- وبصورة أناس عابدين لذواتهم وجاهلين بالله!